كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تيدروس غيبريسوس، أمس الجمعة، عن أن هناك أشخاصاً يعانون من آثار متوسطة وأخرى طويلة الأجل بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة في مدنية جنيف السويسرية: إن ما يثير القلق حقاً هو الطيف الواسع من الأعراض التي تتقلب بمرور الوقت وغالباً ما تتداخل ويمكن أن تؤثر على أي نظام في الجسم.
وأشار إلى أن هذه الأعراض المتقلبة تشمل الإرهاق البدني والسعال وضيق التنفس والالتهاب وإصابة أعضاء الجسم الرئيسة بما في ذلك الرئتان والقلب، كما يؤثر الفيروس على الجهاز العصبي والحالة النفسية للمصاب.
وأكد أنه رغم أننا لا نزال نتعرف على الفيروس، لكن من الواضح أنه ليس مجرد فيروس يقتل الناس، بل يحمل لمجموعة كبيرة من الناس عدداً كبيراً من الآثار الخطيرة البعيدة المدى.
ولفت إلى أن هناك بالفعل من يتعافون منه، بينما هناك آخرون يتعافون بوتيرة بطيئة، وقد تستغرق فترى التعافي أحياناً أسابيع أو شهوراً، وهذا ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء وفي مختلف المراحل العمرية.
وشدد على أن منظمة الصحة العالمية ستواصل إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد أفضل معايير الرعاية لتسريع الشفاء ومنع مثل هذه المضاعفات.
وطالب غيبريسوس الحكومات بضرورة أن تدرك أن هناك آثاراً طويلة المدى للفيروس، وأن تضمن أيضاً الوصول إلى الخدمات الصحية لجميع هؤلاء المرضى بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية والرعاية المتخصصة وإعادة التأهيل عند الحاجة.
ورفض بشكل قاطع إستراتيجية “مناعة القطيع الطبيعية”، مؤكداً أنها غير معقولة أخلاقياً وغير مجدية، بل ستؤدي إلى وفاة الملايين والدفع بعدد كبير من الأشخاص أمام طريق طويلة حتى الوصول إلى الشفاء التام.
ورأى أن “مناعة القطيع” ممكنة فقط إذا توافرت اللقاحات الآمنة والفعالة التي يتم توزيعها بشكل منصف حول العالم، وهذا غير متوفر لفيروس كورونا.
واعتبر أن دور الحكومات والناس الآن هو بذل كل ما في وسعهم لوقف انتشار الفيروس وعدم نقل العدوى، لافتاً إلى أن استمرار ارتفاع معدلات الإصابات العالمية يعني أن هناك دولاً تسير في الاتجاه الخاطئ، رغم ما تقدمه المنظمة من توصيات مستمرة يجب على الدول الأعضاء العمل على أساسها.
كما أكد أهمية عدم تسييس الجائحة والتركيز فقط على التعامل مع الفيروس والاستمرار في الاستثمار بالنظام الصحي ودعم الطواقم الطبية والصحية لتمكينها من ممارسة دورها وتحسين إمكانيات الاختبارات التشخيصية وتتبع من خالطوا المصابين وإتاحة الرعاية الطبية لجميع الحالات.
وختم قائلاً: إن منظمة الصحة العالمية تواصل العمل مع الخبراء والباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم لتحديد أصول الفيروس ومنع تفشي هذا الوباء في المستقبل عبر التواصل الحثيث بين مجموعة من الخبراء الدوليين ونظرائهم الصينيين.