تشهد المناطق الحدودية شرقي قطاع غزة حالة من التوتر والغليان مع استمرار الاحتلال الصهيوني التنصل من تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها خلال العدوان الأخير في مايو الماضي، التي كان من ضمن شروطها رفع الحصار عن القطاع، والاستمرار في صرف المنحة القطرية للأسر الفقيرة، وهو ما تنصل منه الاحتلال الذي يريد رسم واقع سياسي وميداني جديد في القطاع.
عطالله: الاحتلال يريد فرض معادلات تحت النار.. ومعركة رفع الحصار مستمرة
بين الحين والآخر تقصف طائرات الاحتلال أهداف في قطاع غزة، مما تسميه استئناف حركة “حماس” لإطلاق البالونات الحارقة تجاه المستوطنات التي تقع في غلاف القطاع، يترافق ذلك مع تقليص الاحتلال لمساحة الصيد إلى أقل من 6 أميال بحرية ومطاردة الصيادين.
وتقول مؤسسات حقوقية: إن الواقع الإنساني في قطاع غزة في تدهور مستمر مع استمرار الاحتلال في تشديد حلقات الحصار على قطاع غزة.
الاحتلال يريد تثبيت شروط جديدة
بدوره، قال المختص بالشأن الصهيوني أكرم عطا الله لـ”المجتمع”: إن ما يحدث على الحدود شرق غزة بين المقاومة والاحتلال هو استكمال لمفاوضات تعثرت في القاهرة والتلويح بالقوة من أجل التسهيل على المفاوضات، ليس في الوارد حالياً فتح معركة من كلا الطرفين سواء الفصائل الفلسطينية أو الاحتلال.
وأكد عطالله أن التصعيد الموجود على جبهة غزة لا أحد يستطيع ضبطه حتى النهاية، إذا أصر الاحتلال على مطالبه، يمكن أن تنزلق غزة لمواجهة جديدة غير محسوبة، لكن ما يحدث حتى الآن هو لتحسين شروط التفاوض بعد أن توقفت المفاوضات التي كانت تقودها القاهرة بشكل غير مباشر بين حركة “حماس” والاحتلال.
أبو ظريفة: ربط الاحتلال ملف صفقة تبادل الأسرى بالحصار مرفوض
تأزم الموقف الإنساني
في سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة: إن الفصائل الفلسطينية لن تقبل بالمعادلات التي يريد الاحتلال فرضها من خلال ربطه لملف رفع الحصار مع صفقة تبادل الأسرى، مؤكداً في الوقت ذاته أن للمقاومة أساليبها المختلفة لإرغام الاحتلال على رفع حصاره الظالم، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تنصله من تفاهمات التهدئة.
من جانبها، أكدت مؤسسات حقوقية أن الأوضاع الإنسانية في القطاع تسير نحو الكارثة مع استمرار الاحتلال في تشديد حلقات حصاره الذي عصف بكل مجالات الحياة.
وقال الباحث الحقوقي في مركز الميزان لحقوق الإنسان حسين حماد لـ”المجتمع”: إن الحصار المستمر على قطاع غزة منذ 16 عاماً تسبب في ارتفاع نسب الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي، حيث إن هناك 70% من الأسر الغزية تعاني من حالة انعدام الأمن الغذائي.
وأكد حماد أن هناك نسب بطالة تتجاوز 65% في صفوف الشباب، وما يمارسه الاحتلال من حصار مشدد جريمة يجب أن يحاسب عليها من قبل المجتمع الدولي.