وسط أجواء احتفائية، وعزف النشيد الوطني الكويتي، دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حجر أساس مسجد المرحوم بإذن الله علي صالح اللهيب في قرية الشيخ صباح الأحمد بمدينة قاروت الإندونيسية، بحضور حاكم المنطقة رودي جوناوان، ومحافظ مدينة كرسمانة محرم سوهاندي، وحشد من مسؤولي القرية ومعلميها وطلبتها، وقيادات الهيئة عبر تطبيق “زووم”.
وقال المشرف العام على قرية الشيخ صباح الأحمد في إندونيسيا المهندس أحمد الهولي: إن الهيئة الخيرية اعتمدت مشروع بناء جامع المرحوم الشيخ علي صالح اللهيب رحمه الله بقيمة 543 ألف دولارًا، من عائد وقفه بالهيئة، وذلك بالتعاون مع الجمعية الإندونيسية الكويتية الخيرية.
الهولي: نسعى أن يكون المسجد مركزاً للإشعاع الحضاري والإنساني وحصناً للقيم والفضائل
وأعرب الهولي عن خالص شكره وتقديره لأسرة المرحوم علي صالح اللهيب لدعمها الكريم بناء هذا المسجد الجامع الذي نريده أن يكون مركزاً للإشعاع الحضاري والإنساني، وحصناً للقيم والفضائل، ومركزاً للاتقاء المسلمين وتناصحهم، ومنتدى لتعارفهم وتآلفهم وتعاونهم على كل أنواع البر والخير.
وعبر الهولي عن امتنانه للجهود التي تضطلع بها قيادة الهيئة الخيرية في دعم ورعاية مثل هذا المشروعات النوعية ذات الأثر الكبير في حياة المستفيدين والإسهام في تقدمهم ونهضة مجتمعاتهم.
وأشار إلى أهمية مشاركة مسؤولين إندونيسيين رفيعي المستوى في وضع حجر أساس المسجد الجامع، وإشادتهم بالجهود الخيرية الدؤوبة لدولة الكويت ممثلة في الهيئة الخيرية.
وأشار الهولي إلى أن المسجد يتكون من طابقين وغرفة للإمام وأماكن للوضوء، ومنارة بارتفاع 33 مترًا، ويقع على مساحة 1352 مترًا مربعًا، ويتسع لأكثر من 2000 مصلٍ، ويعد أكبر مسجد بالقرية.
ونوه إلى ما أحدثته قرية صباح الأحمد بمرافقها التعليمية والصحية والخدمية من أثر إيجابي كبير في حياة آلاف الأيتام وطلبة العلم وسكان القرية.
ومن جانبه عبّر رئيس الجمعية الإندونيسية الكويتية الخيرية الشيخ صلاح الدين معطي في كلمته خلال الحفل عن جزيل الشكر والتقدير لأسرة المرحوم علي صالح اللهيب لتبرعها السخي ببناء مسجد اللهيب بقرية قائد الإنسانية رحمه الله.
وأضاف إن حب الكويت يجري في عروقنا، وعطاء أهلها لا ينضب، ومهما كتبنا وقلنا عن أهل الكويت لن نوفيهم حقهم، ونتطلع إلى أن يستمر التعاون بيننا لما فيه مصلحة أمتنا.
مسؤول إندونيسي: حب الكويت يجري في عروقنا وعطاء أهلها لا ينضب وقرية صباح الأحمد خير شاهد
رحلة عامرة بالعطاء
والعم علي صالح اللهيب رحمه الله ولد في منطقة المرقاب بمدينة الكويت في عام 1918م، حيث كانت تقيم عائلته الكريمة، واشتهر الراحل بحبه الشديد للعمل الخيري، وحرصه الدائم على تقديم المساعدات للمحتاجين وأصحاب الحاجات، مبتغيًا وجه الله تعالى.
وبعد رحلة طويلة عامرة بالعطاء توفي رحمه الله في السادس من سبتمبر 2010م عن عمر ناهز الـ92 عامًا، حيث لقي ربه راضيًا مرضيًا بما قدم من عمل صالح، وبما غرس من خير نافع، سيظل شاهدًا على عطائه، رحمه الله رحمة واسعة.
والعم اللهيب رحمه الله كان وما زال من كبار المتبرعين للمشاريع الخيرية بالهيئة سواء طوال حياته المباركة وبعد مماته من خلال تبرعه بثلث تركته وقفًا للهيئة الخيرية.
وقد جاد الراحل بأمواله الطيبة في بناء العديد من المساجد والمراكز الإسلامية ومراكز التدريب المهني ودور الأيتام والمدارس وحفر الآبار في السودان وأوغندا وبنين وإندونيسيا وموريتانيا وغيرها.
وتعد قرية الشيخ صباح الأحمد الخيرية في إندونيسيا التي تشرف عليها الهيئة شاهدًا على العطاء غير المحدود لأهل الكويت ومبادراتهم في إغاثة أصحاب الحاجات بمختلف أنحاء العالم.
وأطلق على القرية اسم سمو الأمير الراحل في عام 2011م تزامنًا مع احتفال الكويت بالذكرى الـ50 للاستقلال وذكرى مرور 20 عاماً على التحرير ومرور 5 سنوات على توليه مقاليد الحكم، وذلك تقديرًا لدوره رحمه الله في رعاية العمل الخيري والإنساني، ودعمه المبادرات الإنسانية والتنموية في مواجهة الفقر والجهل والمرض، فضلًا عن إغاثة ضحايا النكبات والكوارث.
العم اللهيب جاد بأمواله في بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمهنية ودور الأيتام والمدارس وحفر الآبار
وكانت القرية في السابق تحمل اسم معهد دار السلام الإسلامي في قاروت بجاوا الغربية، وافتتحت في عام 1984 بتمويل كويتي في شكل مشاريع خيرية لسكان المنطقة.
هذه قصيدة شعرية ألقاها أحد أيتام القرية:
يا الله يا من للدعا مستجيب ما خاب من يدعوك يا الله
رفعت يدّي للسميع المجيب الله من ناداه لبّاه
هذا عطا المرحوم علي اللهيب يا رب بالرحمات تغشاه
واجْعلْه يا رحمن عندك قريب في جنة الفردوس مأواه
واصفح عن الشيخ الكريم الحبيب وأعطه كل اللي تمنّاه
الطيّب اللي كل ذكراه طيب كالعود في ذكره وذكراه
ما زال خيره للبعيد والقريب مثل السحاب تهلّ يمناه
هذا المقام اللي بعطره يطيب وكل ساجد في مصلّاه
يدعون والدعوة أبد ما تخيب لشيخنا اللي شاد مبناه
اليوم نضع حجر أساس ابن اللهيب باني بيوت الله حياه
له في دروب الخير سهم ونصيب ما مات من هو حيّ بعطاه
شمس اللهيب المشرقة ما تغيب هذي مشاريعه ضياء وحياة
واسمه قرين اسم الكويت الحبيب في كل مشروعٍ تبناه
وهيئة الخير الغدير العذيب وكل ظامي خيرها أسقاه
شكرًا لهم والشكر ينفح بطيب لكل ساعي طاب مسعاه
وشيخنا المرحوم ابن اللهيب يطيب في دنياه وأخراه