يرتبط الزواج عند مسلمي الصين بشكل أساسي بالدين الإسلامي، فهم يعتبرون أن الزواج وتكوين الأسرة واجب على كل الشباب الذين بلغوا سن الرشد، وهو سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تدل على هذا.
ويؤكد مسلمو الصين مبدأ أن الإسلام شرط أساسي في الزواج، فكانوا في الماضي لا يقبلون زواج غير المسلم من المسلمة، لكن اليوم يقبلون زواج المسلم من غير المسلمة في أضيق الحدود، بشرط أن تدخل في الإسلام أو أن تحترم عادات وتقاليد المسلمين.
أنواع الزواج عند مسلمي الصين
1- زواج الأقارب:
كان مسلمو الصين في الماضي يعتبرون أن الزواج داخل العائلة الواحدة من الضروريات -باستثناء بنات العم وبنات الخال- فهم في اعتقادهم إخوة وليسوا أقارب، ولما ظهرت نسب عالية من الأطفال المصابين بعيوب خلقية؛ أصدرت الحكومة قرارات تمنع زواج الأقارب، لكن معظم مسلمي الصين لا يلتفتون لمثل هذه القرارات ويرجع إصرارهم على زواج الأقارب لأسباب كثيرة، منها: الحفاظ على سلسلة الأسرة، وكذلك التيسير في نفقات الزواج حيث تتفق أسرتا العروسين على توفير النفقات الباهظة التي قد يتكلفها الزواج من خارج الأسرة.
2- الزواج المتبادل:
كذلك هناك نوع من الزواج معروف في أوساط المسلمين يسمى «الزواج المتبادل»، حيث يتزوج ابن العمة بنت الخال والعكس، ويتم خلال ذلك الاتفاق على أنه لا مهر ولا ذهب وإنما بعض الملابس والحاجيات اليومية فقط، وقد قل هذا النوع من الزواج شيئاً فشيئاً حتى صار موجوداً فقط في بعض القرى الفقيرة داخل المناطق الجبلية البعيدة.
3- زواج الصهر البيتي:
أيضاً يوجد نوع من أنواع الزواج شائع في أوساط المسلمين يسمى «زواج الصهر البيتي»؛ ويعني قبول الصهر كفرد من أفراد أسرة العروس، في حال لم يكن لأبوي العروس ولد، أو كان العريس يتيماً؛ فيصبح صهراً بيتياً؛ يعني زوج ابنتهم وابناً لهم في الوقت نفسه، لإعانتهما عند الكبر والعجز والاهتمام بهما حتى الوفاة، وفي هذه الحال يقام العرس في بيت الفتاة ويتحمل أهلها تكاليف الزواج كله.
4- زواج الطفلة العروس:
وفي الماضي كان هناك ما يعرف بزواج الطفلة العروس؛ وهو أن تتبنى أسرة غنية بنتاً فقيرة وتربيها وعندما تكبر يزوجونها ابنهم، لكن نتائجه كانت سلبية دائماً تجاه الفتاة، حيث كانت تلقى معاملة غير عادلة طيلة حياتها.
برنامج حفل الزفاف
تتنوع أشكال حفلات الزفاف عند مسلمي الصين تبعاً لعاداتهم وتقاليدهم ومناطق سكنهم، لكنَّ ثمة أموراً ثابتة تتم في معظم مناطق توزع المسلمين، منها مثلاً أن طلب الزواج عادة يتم عن طريق الخاطب أو الخاطبة، وكتابة خطبة الزواج وتقديم المهر، واختيار الأيام المباركة لإتمام الزواج.
ويبدأ الزواج أولاً بزيارة الخاطب أو الخاطبة لبيت العروس والتعريف بالعريس وتقديم طلب الزواج، فإذا كان هناك قبول، حددوا يوماً لزيارة أهل الشاب بيت العروس ويقوموا بإهدائهم الفواكه والشاي والأقمشة، ثم يذهبون للمسجد لعقد القران وتوزيع الحلوى والفاكهة على الحضور، بعدها يُحدد يوم الزفاف، وقبل الزفاف بيوم أو يومين يحمل أهل العريس إلى العروس هدية عبارة عن خروف و50 كيلو من الأرز وفواكه وأشياء أخرى.
فإذا جاء يوم الزفاف استقبل العريس العروس وأهلها وأقام لهم حفلة العرس، إما في فندق أو في بيت والد العريس، ثم يحضر الأهل والأقارب وهم يحملون الهدايا للعروسين.
الشباب المسلم وعادات الزواج
كان الزواج في الماضي يتم وسط تجمعات المسلمين، ووفقاً لعادات وتقاليد مسلمي الصين الموروثة وخاصة عادات قومية هوي أكبر القوميات المسلمة عدداً، حيث تتم جميع المراسم داخل بيوت المسلمين، ويحرص العروسان على ارتداء الزي التقليدي، لكن ومع تغير العصر أصبح هناك قطاع ليس بالقليل من الشباب يميل لجعل حفل الزفاف وفق التقاليد الغربية، فيرتدي العريس البزة والكرافت، وترتدى العروس فستاناً أبيض، وتعقد حفلة الزفاف في فندق مشهور، وغير ذلك من مظاهر الزواج.
لكن ما زال هناك قطاع من الشباب يتمسك بالعادات والمراسم القديمة، ويعتبرونها إرثاً اجتماعياً وثقافياً لا يمكن التخلي عنه.