- ما حقيقة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تكون؟
– النصرة هي أن تكون مع الشخص المظلوم تؤيده بلسانك وبقلبك وبمالك وبكل ما تستطيع، فمطلوب من المسلم أن ينصر الله وينصر رسول الله وينصر المؤمنين.
ونصرة رسول الله فريضة على كل مسلم، ننصره بأن نكتب سيرته بكل المستويات؛ الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، للعوام والخواص وخواص الخواص، وننقلها إلى اللغات الأخرى كي تصل إلى كل الناس.
ومن لغات العصر لغة الأفلام، فعلى المسلمين دخول هذا المجال والإنفاق فيه للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يجب أن ننصر رسول الله بأساليب العصر، حتى نصل إلى عقل وقلب كل إنسان، المسلم وغير المسلم.
- هناك أحاديث مثل حديث: “استفتِ قلبك”، تبين أن ما يميل إليه القلب مقدم على فتوى المفتي، فقد يسأل السائل سؤالاً فيفاجأ بجواب المفتي بحكم يتنافى مع ما يحسه بقلبه، فبأي الداعيين يأخذ؟
– حديث وابصة: “استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون” (رواه الإمام أحمد، وغيره وحسنه النووي في “رياض الصالحين”، وتبعه السيوطي فرمز له بالحسن في جامعه الصغير، وحسنه الألباني في صحيح الجامع).
لكن الاستدلال به على أن فتوى القلب مقدمة على فتوى المفتي بحكم الشرع، استدلال مردود.
أولاً: لأن الحديث –كما نقل المناوي عن حجة الإسلام– لم يرد كل أحد لفتوى نفسه، وإنما ذلك لوابصة في واقعة تخصه. (فيض القدير: 1/495).
ثانياً: على فرض العموم، فموضع هذا فيما لا نص فيه ولا حجة شرعية، وإلا وجب اتباع الشرع، قال تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل: 43)، فكيف يوجب الله تعالى سؤالهم ثم نترك أجوبتهم وفتاواهم إلى فتاوى قلوبنا؟
ثالثاً: أن المفتي يبني فتواه على ظاهر الحال، كما يعرضه له السائل، وقد يكون هناك خفية لا يطلع عليها، لعله لو عرفها لغيّر فتواه، والمستفتي هو الذي يعرفها، ولذلك تظل نفسه قلقة غير مطمئنة بما ألقى إليه من فتوى.
وأما ما ليس فيه نص من الله ولا رسوله ولا عمن يقتدي به بقوله من الصحابة وسلف الأمة، فإذا وقع في نفس المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان منه شيء وحك في صدره بشبهة موجودة، ولم يجد من يفتي فيه بالرخصة، فهنا يرجع المؤمن إلى ما حاك في صدره، وإن أفتاه هؤلاء المفتون.
العدد (2026)، ص56-57 – 25 ذو الحجة 1433ه – 10/11/2012م