بدأ نفوذ الصهيونية يتغلغل في المسيحية عن طريق انشقاق أستاذ اللاهوت الراهب والقس الألماني مارتن لوثر (1483-1546م)، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا من بعد اعتراضه على صكوك الغفران التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية، نشر في عام 1517م رسالته الشهيرة المؤلفة من 95 قضية يتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من «العقاب الزمني للخطيئة»، وقد أدى به رفضه التراجع عن نقاطه الـ95 تلك بناء لطلب البابا ليون العاشر (1513 – 1521م) عام 1520م، والإمبراطور شارل الخامس إلى النفي والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.
وكان البابا ليو العاشر فرداً من «آل دي ميديتشي» ذوي النفوذ والسلطة آنذاك، وكان له ميل شديد نحو حياة البذخ والترف، كما كان مفتوناً بكل ما هو باهظ الثمن ومكلف، وذهب به الأمر إلى درجة أنه كان يمول الأعمال الفنية السائدة آنذاك من مال الكنيسة الخاص، غير أن نفقاته تلك تسببت بعجز مالي كبير في خزينة الفاتيكان، ومن أجل إعادة الأمور إلى نصابها، اعتمد البابا ليو بشكل كبير على إصدار وبيع «صكوك الغفران»، وهي صكوك كانت الكنيسة تبيعها مقابل طلب المغفرة للمخطئين في حقها وحق تعاليم المسيحية، كما كان الناس يشترونها كذلك من أجل تنجية أحد الأقارب المتوفين من عقاب الرب، أو إخراجهم من منطقة البرزخ التي يزعمون أنها منطقة تيْه تتوسط الحياة والموت، وتسبب هذا في إثارة موجة غضب عارمة هاجم فيها الكثيرون البابا ليو العاشر، وكان من بين المناهضين لفكرة صكوك الغفران هذه مارتن لوثر، الذي أدت مؤلفاته بعنوان «95 رسالة» إلى إطلاق شرارة ما عرف لاحقاً بإعادة الهيكلة البروتستانتية، وتسببت في انقسام الكنيسة الكاثوليكية.
عندها أرسل لوثر رسالة إلى البابا ليو العاشر في روما عام 1520م اتهمه فيها باستعمال الكنيسة الكاثوليكية لتحقيق مصالح شخصية له وللحاشية التي تحيط به، مؤكداً أنه لن يتخلى عن نضاله لتقويض تلك الكنيسة ما دام حياً؛ فجاء رد فعل الكنيسة الكاثوليكية قاسياً؛ حيث اعتبرت لوثر من الخارجين عن الكنيسة وطردته من الديانة المسيحية واتهمته بالهرطقة، وهي تهمة كانت عقوبتها آنذاك الحرق على الملأ.
لجأ لوثر بعد ذلك إلى العمل السري، وعمل على استمالة بعض اليهود الذين كان لهم نفوذ كبير في المجتمع الألماني عن طريق التأكيد على أن مذهبه الجديد يعيد الاعتبار لليهود الذين كانوا يعانون من غصب المسيحيين وازدراء الكنيسة الكاثوليكية.
ثم أصدر لوثر كتابه «عيسى ولد يهودياً» عام 1523م، وقال فيه: إن اليهود هم أبناء الله، وإن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات من مائدة الأسياد، ويرى الكثير من الكتَّاب والمؤرخين أن هذه الفترة تعد الولادة الحقيقية والفعلية للصهيونية المسيحية التي سبقت الصهيونية اليهودية، وكان أخطر ما حملته مطالب لوثر دعوته للعودة إلى كتاب التوراة العبرانية القديمة وإعادة قراءته بطريقة جديدة، بالإضافة إلى اعتماد الطقوس العبرية في الصلاة عوضاً عن الطقوس الكاثوليكية المعقدة.
وتتطرق الكثير من المصادر التاريخية إلى أن رغبة لوثر الجامحة في إعادة الاعتبار لليهود و«تمسيحهم» كانت تعود لإيمانه العميق بضرورة وجودهم في هذا العالم تمهيداً لعودة المسيح، واعتبرت دعواته تلك انقلاباً على موقف الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تنظر لليهود على أنهم حملة لدم المسيح عيسى بعدما صلبوه، حيث دأبت الكنيسة الكاثوليكية على تحميل اليهود المسؤولية الكاملة عن مقتل المسيح، وكان بعض المسيحيين في أوروبا يحتفلون بمقتل المسيح عن طريق إحياء طقوس عملية الصلب، بل كان سكان مدينة تولوز الفرنسية يحرصون على إحضار يهودي إلى الكنيسة أثناء الاحتفال ليتم صفعه من قبل أحد النبلاء بشكل علني إحياء لطقس الضرب الذي تعرض له المسيح من قبل اليهود.
كما أن هناك نصاً في «إنجيل متى» يحمل اليهود مسؤولية مباشرة عن مقتل المسيح: ( 32 وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ، 33 وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ، وَهُوَ الْمُسَمَّى «مَوْضِعَ الْجُمْجُمَةِ» 34 أَعْطَوْهُ خَلًا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ، وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ، 35 وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً»، 36 ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ، 37 وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ»، 38 حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ) (متى 27: العدد 32 – 38)، ويذكر بالتفصيل كيف غسل بيلاطس الحاكم الروماني للقدس آنذاك يديه بالماء معلناً براءته من دم المسيح الذي كان اليهود على وشك صلبه قبل أن يصيح فيه اليهود قائلين: «ليكن دمه علينا وعلى أولادنا».
وهذه العبارة الأخيرة تطبع الاعتقاد المسيحي الكاثوليكي بشكل مرير ظهر جلياً في الشعبية الكبيرة التي نالها فيلم «آلام المسيح» للمخرج المسيحي ميل غبسون الذي حصد مئات الملايين من الدولارات عدا حالات الإغماء الكثيرة التي شهدتها قاعات السينما التي عرضت الفيلم في الولايات المتحدة.
لكن بعد ذلك تغير رأي وفكرة لوثر عن اليهود عندما اطلع على أحوالهم وممارساتهم عن كثب؛ لذلك نشر كتابين تحت عنوانين «اليهود وأكاذيبهم»، و«الاسم المقدس ونسب المسيح»، جمعهما من عدد كبير من المقالات، وكلاهما نشر في عام 1543م؛ أي قبل 3 سنوات من وفاته، قال فيها لوثر: «إن اليهود لم يعودوا شعب الله المختار، وإنما أناس الشيطان، ودعا لإحراق الكُنُس اليهودية وتدمير منازلهم ومنع الحاخامات من الوعظ والاستيلاء على أملاكهم، ووصفهم بأنهم الديدان السامة التي يجب أن تعمل أو تطرد إلى الأبد، وبين أنه من الخطأ عدم قتلهم».
إن مؤلفات لوثر الأخيرة تركت تأثيرًا على أتباعه حتى بعد وفاته، فعلى الرغم من أن السلطات المدنية آنذاك رفضت طرد اليهود بناءً على اقتراح لوثر، فإن أعمال شغب اندلعت خلال عقد 1580م تعرض خلالها اليهود لطرد جماعي من المقاطعات الألمانية اللوثرية، وبحسب عدد كبير من المؤرخين، فإن شعبية لوثر كان لها الأثر البالغ في تطوير معاداة السامية في ألمانيا، وخلال فترة 1930-1940م استخدم الحزب النازي بقيادة هتلر كتابات لوثر، لتكون الدعامة المثالية لمعاداتهم الساميّة ومحاولات القضاء على اليهود، وهذا ما حدث فعلاً في الإبادة النازية لليهود (الهولوكوست) في سنوات الحرب العالمية الثانية، ودفع ثمنها الفلسطينيون المسالمون خلال أكثر من سبعين عاماً.
وبحسب روبرت مايكل، فإن كل كتاب مطبوع خلال حكم الحزب النازي بقيادة المستشار الألماني هتلر يحوي اقتباسات من كتابات لوثر من عام 1919 لغاية 1945م، وفي 10 نوفمبر 1938م تزامنًا مع عيد وفاة لوثر، أُحرقت العديد من الكنس في ألمانيا، ووفقًا للمؤرخ الألماني لجيري ديك، فإنّ النازية حصلت على دعمها الشعبي والكم الأكبر من أصواتها من المقاطعات البروتستانتية في ألمانيا، خلافًا للمقاطعات الكاثوليكية.
وفي المقابل، فإن بعض المؤرخين برأ لوثر من كونه أصَّل معاداة السامية، وقال: إن تأثير كتبه عن اليهود كان محدودًا ومؤقتًا، لكنّ النازيين استغلوا اسمه بشكل انتهازي، فكاتب سيرته مارتن بريخت أشار إلى وجود فرق شاسع بين اعتقاد لوثر بأن الخلاص لن يناله اليهود، والكراهية لهم على أساس عنصري، ورغم محاولات التبرير هذه، فإن صورة لوثر كمعادٍ للسامية، والمتسبب بالكراهية لليهود، لا تزال بارزة، ومن أصحاب الآراء الشهيرة في هذا الخصوص رولاند باينتون، وهو مؤرخ كنسي لوثري، قال: إنه يتمنى لو كان لوثر قد مات قبل أن يضع كتابه عن اليهود وأكاذيبهم.
وابتداء من عام 1980م فما فوق، تنكرت الكنائس اللوثرية من تصريحات لوثر حول اليهود، ورفضوا استخدامها للتحريض ضد اليهود أو ضد اليهودية بأي شكل من الأشكال.
وعلى أية حال، تقوم الصهيونية المسيحية على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية، فضلاً عن دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله، وتشير الكثير من المصادر التاريخية إلى أن رغبة لوثر الجامحة في إعادة الاعتبار لليهود و«تمسيحهم» كانت تعود لإيمانه العميق بضرورة وجودهم في هذا العالم تمهيداً لعودة المسيح المنتظر.
المذهب البروتستانتي هو المذهب الذي يدين به اليوم غالبية الأمريكيين والكنديين والبريطانيين والألمان والهولنديين والسويديين والدنماركيين والنرويجيين والأيسلنديين وغيرهم، ولكن داخل هذا المذهب شيع كثيرة تُعد بالعشرات منها ما لا يمكن فصل عقيدتها عن اليهودية أو الصهيونية لفرط الاشتباك والتفاعل بينهما، أما الأدبيات اليهودية التي تسربت إلى صميم العقيدة المسيحية البروتستانتية الصهيونية عبر هذه الفرق، فهي تدور حول محاور ثلاثة:
الأول: هو أن اليهود هم شعب الله المختار، وأنهم يكّونون بذلك الأمة المفضلة على كل الأمم مهما فعلوا وعملوا لا يمكن انتقادهم.
الثاني: أن ثمة ميثاقاً إلهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين، وأن هذا الميثاق الذي أعطاه الله لإبراهيم عليه السلام هو ميثاق سرمدي حتى قيام الساعة، وعليه من واجبات المسيحية الصهيونية تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين من جميع النواحي، بينها افتتاح مكاتب للهجرة اليهودية إلى الأراضي المقدسة.
الثالث: ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون عام 1948م، واحتلال الجانب الشرقي من القدس في 5 يونيو 1967م؛ أي بإعادة تجميع اليهود في فلسطين وبناء «هيكل سليمان» حتى يظهر المسيح فيهم، فقيام دولة «إسرائيل» واحتلال القدس شرط جوهري لنهاية سنوات المنفى اليهودية والعودة المنتظرة للماشيح (المسيح)، ومن أجل ذلك ينبغي تقديم كل أنواع الدعم إلى اليهود.
ففي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الديمقراطي أمام الكونغرس اليهودي عام 1994م، قال: إن الرب لن يسامحنا إذا تخلينا عن «إسرائيل»؛ لأن إرادة الرب أن تكون «إسرائيل» هي الوطن الإنجيلي للشعب اليهودي للأبد، لذلك ستقف أمريكا معها دائماً.
لم يعترض أحد في الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام كلينتون لهذه المصطلحات الدينية على أساس أنها تشكل تحدياً للعلمانية، وهذا يوضح أن البعد الديني للعلاقة بين أمريكا و«إسرائيل» يحظى باتفاق داخل الولايات المتحدة، وأن الأمر لم يكن بلاغة خطابية استخدم فيها كلينتون اللغة الدينية.
وهنا يتساءل المراقبون سؤالاً غريباً: ما دور الدين في تشكيل العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية» في عالم يروج للعلمانية باعتبارها من أهم أركان ثقافة العولمة؟ لكن هناك كثيراً من الأدلة على أن الدين يقوم بدور مهم في تشكيل العلاقات الدولية، لأن الجذور التاريخية لهذا الخطاب تبنته الكثير من الجماعات الدينية المسيحية خلال القرن التاسع عشر يقوم على أن المسيحيين واليهود شركاء في تنفيذ خطط الرب، وأن اليهود يعيشون في منفى بعيداً عن أرضهم، وأن كلام الرؤساء الأمريكيين وساستهم صدى لها.
يقول دانيال هوميل: إن الرؤية الدينية شكلت العلاقات الخارجية الأمريكية منذ نشأة الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر على يد اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل (1860 – 1904م)، وأسهمت هذه الرؤية في تزايد تأييد أمريكا ومساندتها للحركة الصهيونية خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، وفي تحيز أمريكا المستمر لـ«إسرائيل» بعد إنشائها عام 1948م وفيما بعد.
ولقد أسهم موقف أمريكا السلبي من الإسلام في تقوية علاقاتها بـ«إسرائيل»؛ وهذا ما يبدو واضحاً في العلاقة بين أمريكا و«إسرائيل»، رغم أن الجالية الإسلامية أكبر عدداً من الجالية اليهودية، ولكنْ للدين؛ أي العلاقة الخاصة التاريخية بين اليهودية والبروتستانتية وتحديداً الإنجيليين منهم، واللوبي اليهودي، ورؤوس الأموال اليهودية؛ دور كبير في تشكيل السياسة الخارجية لأمريكا والدول الغربية البروتستانتية المتحالفة معها، وأن الدين عامل مهم لا يمكن تجاهله في تحليل العلاقات الدولية.
والأخطر من ذلك حالياً، هو اعتقاد المسيحية الصهيونية وفي مقدمتهم رؤساء أمريكا وبعض سياسيها أن إعادة بناء «الهيكل اليهودي» على أنقاض المسجد الأقصى بات وشيكا! فضلاً عن ذلك توسيع حدود «إسرائيل» لتشمل ليس فقط الأراضي الفلسطينية، بل على الأساس الحرفي لـ«سفر التكوين» (18:15)، والقائل: (فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ)، وهذا يشمل أراضي كل من مصر والأردن وسورية ولبنان والعراق والمملكة العربية السعودية (المدينة المنورة وخيبر تحديداً).
لذلك، ما أن بدأت عملية «طوفان الأقصى» على يد «حماس» حتى بادر الساسة الغربيون الذين يعتنقون المذهب البروتستانتي ولو ظاهرياً، وخاصة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، من أصول هندية، ومستشار ألمانيا أولاف شولتس، مع الرئيس الفرنسي الكاثوليكي ماكرون، إلى تقديم دعمهم المادي والمعنوي اللا محدود لـ«إسرائيل»، واعتبار عملية «طوفان الأقصى» عملية إرهابية والتصدي لها، واعتبار منفذيها لا يقلون دموية وتوحشاً عن تنظيم «داعش»! أي بعبارة أخرى شيطنة المقاومين الفلسطينيين، وأنهم هم الذين أذاقوا «الإسرائيليين» الويل والثبور طيلة أكثر من 70 عاماً، وأن الفلسطينيين هم من احتل أرض «إسرائيل»! وهذا ما سنح للساسة «الإسرائيليين» باستعمال أقسى الهجمات وأشدها فتكاً وتدميراً بالفلسطينيين العزل المحاصرين منذ أكثر من 17 عاماً متواصلة، من كل دعم عربي وإسلامي، بل وإنساني، وأمام أنظار الإنسانية والأمم المتحدة جمعاء، دون وازع من ضمير أو وجدان أو إحساس بشري، وكأنهم يكافحون الحشرات بالمبيدات الكيمياوية!