ما إن انطلقت عملية «طوفان الأقصى»؛ رداً على انتهاكات العدو الصهيوني المستمرة للحقوق الفلسطينية، وتدنيسه الدائم للمقدسات الإسلامية، حتى أسفر الغرب، وعلى رأسه أمريكا، عن وجهه المتعصب القبيح، نُزعت فجأة كل الأقنعة التي حاول أن يجمل بها جرائمه التي لا تتوقف ضد الإنسانية المبتلاة بقيادته الظالمة للنظام الدولي، وعادت لغة الكراهية الطافحة بكل البغض والتعصب لكل ما هو غير غربي.
أعلن الغرب، وعلى رأسه أمريكا، بعد أن أوجعتهم يد المقاومة الشريفة الملتزمة في كفاحها العادل بكل المواثيق والحقوق الإنسانية، عن تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي؛ العسكري والاقتصادي والإعلامي، ولو بالكذب والتدليس، للمحتل المعتدي الغاصب.
«بايدن» يزور «إسرائيل» لإظهار التضامن وشارك في اجتماع مع أعضاء «حكومة الحرب» الصهيونية
مؤتمر صحفي عاصف في اليوم الأول
في اليوم الأول للحرب 7 أكتوبر، أعرب الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، في مؤتمر صحفي عاصف، عن دعمه الثابت لـ«إسرائيل» مشدداً، وهو يقف إلى جانب وزير خارجيته «أنتوني بلينكن»، على التزام الولايات المتحدة بأمن «إسرائيل»، وأكد لرئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» صداقتهما القوية، ووعد بتقديم كل الدعم اللازم لحكومة «إسرائيل» وشعبها.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن» مجدداً دعم الولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، وذكر أن الولايات المتحدة ستضمن حصول «إسرائيل» على كل ما تحتاجه لحماية مواطنيها من الإرهاب، بحسب وصفه، وأعلن أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تعمل أيضاً مع الجيش «الإسرائيلي» للمساعدة في التخطيط والاستخبارات أثناء العمليات.
أساطيل أمريكا وبريطانيا
في 8 أكتوبر، اليوم الثاني، وجه وزير الدفاع الأمريكي بتحريك المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات «جيرالد ر. فورد» إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم «إسرائيل»، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني «ريشي سوناك»، الهندي الأصل، أن لندن سترسل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات هليكوبتر ومراقبة لـ«إسرائيل»، وسط استمرار الدعم الأمريكي العسكري لها، وقامت ألمانيا بتقديم طائرتين مسيّرتين للكيان.
أمريكا توجه «جيرالد ر. فورد» إلى شرق المتوسط.. والكونغرس يوافق على 14 مليار دولار لدعم الكيان
وقد دعا «بايدن» الكونغرس الأمريكي إلى الموافقة على ميزانية عاجلة لدعم «إسرائيل» وأوكرانيا، وشدد على أهمية تقديم الدعم الأساسي للصهاينة لتلبية احتياجات الأمن القومي.
14 مليار دولار دعم لـ«إسرائيل»
ووافق الكونغرس على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار لدعم «إسرائيل»؛ مما يدل على التزام الولايات المتحدة تجاه حليفتها.
وفي خطاب آخر، أدان «بايدن» ما أسماه «الشر المطلق» الذي تظهره «حماس»، وردد فرية اخترعها «نتنياهو» وإعلامه المدلس بأن «حماس» نحرت 40 رضيعاً، وقد ثبت بهتان تلك الفرية.
وأشار «بايدن»، في خطابه إلى حركة «حماس»، بأنها «إرهابية»، وشبهها بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، مشيراً إلى أن كلاهما يشترك في الرغبة بتدمير الديمقراطيات!
وقارن «بايدن» بين العنف الذي تمارسه «حماس» على «إسرائيل»، والوحشية التي تعرض لها الأوكرانيون على يد «بوتين»، وشدد على أن «حماس» لا تمثل الشعب الفلسطيني، بل تستخدمه كدروع بشرية! بحسب زعمه.
لا يعامل العرب والمسلمين كبشر
لم تلتفت أمريكا ولا حلفاؤها الغربيون للمجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة التي تجاوزت حصيلتها 8 آلاف شهيد مدني، من بينهم 3500 طفل فلسطيني، ورفضوا كل محاولات وقف إطلاق النار لوضع حد للمجازر في غزة؛ الأمر الذي حدا بباحثتين أمريكيتين هما «صدف جعفر»، و«فريشتا طيب»، في جامعة برينستون، باتهام إدارة «بايدن»، في مقال لهما بموقع «ذي هيل»، بأنها لا ترى المسلمين بشراً.
رحلات مكوكية
زار الرئيس «بايدن» «إسرائيل»، في 18 أكتوبر، في رحلة استغرقت 8 ساعات لإظهار التضامن، شارك خلالها في اجتماع مع أعضاء «حكومة الحرب الإسرائيلية»، برئاسة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» في «تل أبيب».
زيارات مكوكية لماكرون وشولتس وسوناك وميلوني للكيان الصهيوني ودعمه سياسياً وعسكرياً
لم يقم «بايدن» فقط بزيارة الكيان الصهيوني لشد أزره في عدوانه الظالم، بل زارها لنفس الغرض «مارسيل سيولاكو»، رئيس وزراء رومانيا، والمستشار الألماني «أولاف شولتس»، ورئيس الوزراء البريطاني «ريشي سوناك»، وغيرهم من زعماء دول غربية.
ووصفت «جورجيا ميلوني»، رئيسة الوزراء الإيطالية، التي زارت الكيان الصهيوني مؤخراً لتقديم الدعم له، وصفت هجمات حركة «حماس» بـ«الوحشية»، مشددة على أنه ليست هناك قضية تبرر ممارسة الإرهاب وقتل النساء والأطفال واختطاف المدنيين، وكأنها لم تر ما يقع للفلسطينيين من مذابح.
تحالف «ماكرون»
وقام الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بزيارة إلى «تل أبيب» للتضامن مع الكيان الصهيوني، ودعا إلى حشد «تحالف دولي» ضد حركة «حماس»، المصنفة «منظمة إرهابية» لدى الاتحاد الأوروبي، على غرار التحالف ضد تنظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسورية!
التشويه والشيطنة في وسائل الإعلام
لم يتم تأكيد أو التحقق من قصة الـ40 طفلاً مقطوعة الرأس من قبل أي حساب رسمي، ومع ذلك فهي مستمرة في الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي (مع ما لا يقل عن 44 مليون ظهور و100 ألف إعادة نشر)، وتناقلتها وسائل الإعلام الرئيسة، وقد أشار الرئيس الأمريكي «بايدن» إلى هذا الادعاء في دعمه للقصف «الإسرائيلي» العشوائي لقطاع غزة المحاصر، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني؛ 45% منهم أطفال، وأن الطبيعة الشنيعة لهذه القصة تساهم في التحريض وتبرير جرائم الحرب التي ترتكبها «إسرائيل» ضد المدنيين في غزة.
خطاب الكراهية وإسكات الروايات الفلسطينية
تقول الباحثة «تمارا خروب»، التابعة للمركز العربي بواشنطن (دي سي): بالإضافة إلى المعلومات المضللة، انتشر محتوى الكراهية والعنف والمضايقات الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، وقد حددت بعض المنظمات الآلاف من حالات خطاب الكراهية عبر الإنترنت، مضيفة أن الدعوات لقتل جميع الفلسطينيين وتسوية غزة بالأرض، فضلاً عن لغة أخرى تجردهم من الإنسانية، وتدعو للإبادة الجماعية؛ تتجول بحرية على وسائل التواصل الاجتماعي.