تميزت معركة “طوفان الأقصى” التي بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 ردًا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس واستمرار الحصار على غزة باستخدام صواريخ نوعية ومطورة أثبتت فعاليتها وتأثيرها، وفرضت حظرًا للتجوال في جميع المستوطنات “الإسرائيلية” المحاذية للقطاع ومنعت تحرك المستوطنين في المدن الكبرى داخل الكيان.
وبدأت المعركة وفقًا لقائد أركان كتائب القسام محمد الضيف بإطلاق 5 آلاف صاروخ خلال 10 دقائق فقط ما أوقع قتلى وجرحى ودمار هائل في مباني المستوطنين، وتُعد الصواريخ واحدة من الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها المقاومة للرد على جرائم الاحتلال.
وفي خضم الحديث عن صواريخ المقاومة كان لا بد من المرور على مطور تلك الصواريخ المهندس والعالم الفلسطيني جمال الزبدة الذي اغتالته “إسرائيل” في معركة “سيف القدس” 12 مايو 2021.
السيرة الذاتية
ولد جمال محمد سعيد الزبدة في مدينة غزة عام (1956)، لعائلة فلسطينية تعود أصولها لمدينة يافا المحتلة، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وبنتان.
درس الزبدة المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس مدينة غزة، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من معهد بوليتكنك فيرجينيا في جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة عام 1981.
وفي عام 1982 تمكن الزبدة من الحصول على درجة الماجستير في العلوم الهندسية والميكانيكا من ذات الجامعة.
وفي عام 1986 حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية في تخصص الطيران المدني من نفس الجامعة.
عمل جمال الزبدة مساعدًا للبحث والتدريس في دائرة العلوم الهندسية والميكانيكا في جامعة فيرجينيا بين عامي (1981-1986)، وأستاذًا مساعدًا في نفس الدائرة بين عامي (1987-1989)، وباحثًا في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا” في الولايات المتحدة (1987-1989)، وباحثًا مشاركًا في العلوم الهندسية والميكانيكا في جامعة فيرجينيا للفنون التطبيقية (عام 1991)، ومحاضرًا في التكنولوجيا الميكانيكية في جامعة الإمارات بين عامي (1989-1991)، ومنسقًا للمناهج في ذات الجامعة بين عامي (1991-1995).
التحق الدكتور المهندس جمال الزبدة في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة في عام 1994، وأسس وترأس قسم الهندسة الميكانيكية فيها، وعمل أستاذًا مساعدًا في قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة بين عامي (1994-2001).
فيما عمل أستاذًا للعلوم الهندسية والميكانيكا، وعميدًا لبرنامج خدمة المجتمع والتعليم المستمر بين عامي (2000-2005)، وكان مسؤولاً عن عددٍ من مشاريع التدريب والتطوير داخل قطاع غزة في قطاعات مختلفة منها: الإدارة الصحية والآثار والبيئة والتعليم الجامعي.
عودة لغزة وانضمامه لـ”حماس”
عاد جمال الزبدة إلى قطاع غزة (عام 1994)، بعد أن رفض عروضًا كثيرة مربحة للعمل في الخارج، وأصرَّ على خدمة المشروع الفلسطيني التحرري من داخل القطاع.
وتأثر الزبدة كثيرًا في الشهيد القائد القسامي عبد العزيز الرنتيسي الذي تمكن من ضمه إلى حركة حماس ليصبح فيما بعد عضوًا في كتائب القسام في تسعينيات القرن الماضي.
تطورت حياة الزبدة داخل كتائب القسام إذ عمل (عام 2006) في تطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام، وله مساهمة رئيسة في توسيع مدى صواريخ القسام من (30 كم عام 2006، إلى 250 كم عام 2021).
معاناة جمال الزبدة
تعرض جمال البدة لمعاناة شديدة ومطاردة مزدوجة من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال؛ إذ اعتقلته أجهزة أمنية السلطة عام 2004، وأصبح في دائرة الاستهداف الصهيوني منذ عام 2007، وكان يضطر وأهل بيته لمغادرة منزله كلما حدث تصعيد ميداني من الاحتلال تجنبًا لقصفه وهم فيه.
وحاول الاحتلال اغتيال جمال الزبدة أثناء الحرب على غزة عام 2012، حيث قصف الاحتلال منزله، ثم حاول اغتياله مرة أخرى حين قصف منزله في الحرب “الإسرائيلية” عام 2014.
وتمكن الاحتلال من اغتاله وابنه القسامي أسامة في قصف لمنزل كانا يتواجدان فيه أثناء حرب معركة “سيف القدس” في 12 مايو عام 2021.