«في القدس قد نطق الحجر»، القصيدة الشهيرة التي كتبها ابن خانيونس في قطاع غزة الملقب بشاعر العودة د. خالد أبو العمرين خلال الانتفاضة الأولى، لاقت صدى واسعاً في العالم العربي والإسلامي، ويرددها الصغار والكبار في كل مكان.
احتوت القصيدة على 46 بيتاً، وتميزت بكلماتها الحماسية، وبرز عنوانها مقدمة للمجموعة الشعرية الأولى لديوان «في القدس قد نطق الحجر»، صدرت الطبعة الأولى عن مكتبة دار الفلاح في الكويت عام 1988م، حيث كان يقيم الشاعر قبل انتقاله للسودان فاليمن ثم استقراره في قطاع غزة.
ويذكر أن الشاعر أبو العمرين ألقى قصيدته للمرة الأولى خلال مهرجان شعري في جامعة الكويت، وكان يرددها الشيخ أحمد القطان رحمه الله في خطبه كثيراً حتى اعتقد البعض من قوة إلقائه لها أنها من تأليفه.
وهذه أبياتها:
(1)
مُرّوا على صحراء قلبي يورق الأمل
تخْضرُّ تحت خطاكم الأرض وتشتعل
مرّوا فأصغركم هو البطل
مروا خطاكم تحتها الينبوع يكتمل
والقدس يحميها لنا طفل
والقدس أرض الأنبياء
والقدس حلم الشعراء
والقدس للدنيا القمر
في القدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر.. لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر
أنا لا أريد سوى عمر
(2)
اضرب تحجرت القلوب وما لها إلا الحجر
اضرب فمن كفيك ينهمل المطر
في خان يونس في بلاطة
في البوادي والحضر
ولى زمان الخوف
أثمر في مساجدنا الشرر
في فتية «الأنفال» و«الشورى»
و«لقمان» وحفاظ «الزمر»
من صخرة المعراج تنطلق الأوامر والعبر
في المسجد الأقصى وفي العمري
قد نطق الحجر
شاهت وجوه بني النضير
تدافعوا نحو الحفر
شاهت وجوه الانتهازيين
عباد البشر
اضرب لغزة وحدها بزغ القمر
اضرب لنابلس الأغاني والدرر
اضرب فلا استسلام بعد اليوم لا.. لا مؤتمر
هذي طريق القدس من عظمي تمر
أنا الذي دمي يسيل صاخباً كما النهر
وتسكن الرعود في جبيني الأغر
أنا الذي تكسرت ضلوعه
فبان تحت الجلد للعرب الزهر
أنا الذي تهدمت قريتنا
فلاح من جهاتها الشرر
أنا الذي أحبه الحجر
وإخوتي في البئر ألقوني
وما تركوا الأثر
يا أيها المرتد والسمسار والمحتال
موعدكم سقر
في القدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر.. لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر
أنا لا أريد سوى عمر