طالب برلمانيون كويتيون الحكومة بإلغاء الاحتفالات الوطنية بذكرى الاستقلال ويوم التحرير في 25 و26 فبراير المقبل، تضامناً مع أهل غزة.
وشهدت منصة التواصل الاجتماعي «إكس» تفاعلاً واسعاً، وقال النائب د. فلاح الهاجري: عندما تتبنى الكويت موقفاً قوياً أمام المجتمع الدولي، مُشددة على رفض جميع انتهاكات الكيان الصهيوني المجرم، فإن هذا الموقف يعد إنجازاً نفتخر به دون شك، ولكن أي قرار يخالف موقفنا الأصلي يُعتبر خيانة لقضية فلسطين وقبولاً للأمر الواقع وما يجري حالياً.
وتابع الهاجري: من بين هذه الانتكاسات، قبولنا لحفلات الأغاني والطرب في فبراير، ومأساة إخواننا في غزة الذين يواجهون القصف ويقدمون الشهداء واحداً تلو الآخر، حتى وصلت الضحايا إلى أكثر من 28 ألف شهيد خلال 100 يوماً الماضية.
وأضاف الهاجري: اليوم، رسالتنا لحكومة الشيخ د. محمد الصباح هي أن موقف الكويت كان دائماً مشرفاً عبر التاريخ، ولم يكن يتعارض مع مواقف أسلافها؛ لذلك، فإن شعورنا بمعاناة إخواننا في ظل الإبادة الجماعية التي لم يشهد مثلها التاريخ، يستدعي منا أن نقدم لهم أقصى درجات الدعم والتضامن.
من جانبه، قال النائب مطيع العازمي: جرائم الإبادة الصهيونية ضد أهلنا في غزة لا تزال مستمرة، وحمام الدم لم يتوقف بعد، وتابع: كما أعلنت الكويت بموقفها النبيل بوقف مظاهر الاحتفال ببداية الحرب، يجب أن نستمر في هذا القرار، احتراماً لمشاعر أهلنا في غزة وتقديراً لدماء شهدائهم الزكية.
وقال النائب محمد هايف المطيري: إن إقامة الحفلات، التي تتضمن مخالفات شرعية مثل الغناء والطرب، لا تتناسب مع المأساة التي تشهدها غزة من قتل وتدمير، يشير إلى أن الوحدة والتراحم بين المؤمنين مثل التعاطف بين أجزاء الجسم، فعن أي نصر ووحدة للأمة يمكننا الحديث، وهو يرى أن واقعنا يُظهر التفرق وضعف الشعور بالانتماء للأمة.
وقال النائب عادل الدمخي: إن الكويت كانت لها موقف مبادر ومبدئي في التصدي للإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا في غزة، قامت الكويت بمنع جميع أنواع الحفلات كتعبير عن موقف شرعي وإنساني متضامن، وعلى الرغم من استمرار هذه الإبادة وتزايدها، فإن الصمت العالمي يظل مخيبًا للآمال، كيف يمكن لنا أن نقيم مثل هذه الحفلات والدماء تسيل في غزة.
وقال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف، فيصل الجاسم: هل من المعقول في بلد الإنسانية والعطاء، والمناصرة للقضية الفلسطينية، أن تُقام حفلات غنائية وسط تدمير وقتل يطال إخوتنا في غزة والضفة؟
وتساءل: أي نفس تتلذذ بسماع الغناء وتنغمس فيه وهموم أهلنا في غزة تُغفل عنها؟ وأي قلب يشعر بالراحة والسرور والدماء تسيل في غزة كما تسيل الأنهار؟ فلتتقوا الله أيها المسؤولون، بمن في ذلك وزير الإعلام، لو لم تكن حفلات الغناء محرمة شرعًا، فإن المروءة والشهامة والنخوة تتطلب منع إقامتها تضامنًا مع أهل غزة.
وتابع: نأمل من النواب وجميع المواطنين الكويتيين الذين يحملون شعورًا قويًا بالغيرة أن يسعوا بكل ما أوتوا من قدراتهم لمنع حفلات «هلا فبراير»، ونطلب من حكومتنا الرشيدة، بقيادة الشيخ محمد الصباح، أن تتخذ إجراءات لوقف هذه الاحتفالات تضامنًا مع أهل غزة.
وقال النائب السابق في مجلس الأمة جمعان الحربش: إن منع الحفلات تضامناً مع غزة وشعبها ليس مكسباً لغزة وأهلها، وإنما مكسب أخلاقي وحضاري لنا، وأضاف الحربش: نحن شعب ذو خلق ومروءة وضمير تأبى عليه أخلاقه أن يغني ويحتفل وأهل غزة يتعرضون للإبادة.
وأوضحت الكاتبة سعدية مفرح أنه سبق أن وجه مجلس الوزراء، في أكتوبر الماضي، وزارة الإعلام بوقف مظاهر الاحتفالات الفنية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وحداداً على أرواح الشهداء الأبرار، وأضافت: يفترض أن التوجه ما زال سارياً لأن العدوان ما زال مستمراً.
وكان مجلس الوزراء الكويتي قد وجه، في 12 أكتوبر الماضي، بوقف مظاهر الاحتفالات الفنية في البلاد تضامناً مع الشعب الفلسطيني جراء ما يتعرض له من عدوان الاحتلال «الإسرائيلي».
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال «الإسرائيلي» عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.