الشركات تتنافس في تطوير منتجاتها، وتتسابق في تحديث بضائعها، فأنت تشتري جهاز جوال اليوم، وبعد فترة قصيرة سنجد ما هو أجد وأحدث منه، والشركة التي لا تحدث أجهزتها سيتركها الناس إلى غيرها.
التطوير والتحديث سمة ليست للشركات فقط، بل حتى للأفراد، فالإنسان بحاجة للتطوير وأيضاً التحديث سواء كان على المستوى الشخصي أو العملي.
جملة أعجبتني عثرت عليها في أرشيفي مع بعض التعديلات التي أجريتها، ورد فيها:
“البطارية” في الأجهزة هي المولد للطاقة والاستمرار، فجوالك لابد له من بطارية، بدون بطارية لا يمكن أن يعمل، ولا يمكنك الاستفادة منه والاستمرار معه، يمكن تشبيه الإنسان بالجوال، في حال كون البطارية مشحونة سيعمل وسيكون أكثر طاقة ونشاطاً، وفي حال ضعف “البطارية” سيقل النشاط حتى تفرغ البطارية، وبعد فراغ البطارية سيظهر على محياك عبارة: جاري البحث عن شاحن!
للإنسان عدة طاقات تجعله يعمل وينتج ويبدع ويفكر، وكل ما ضعفت طاقة ما فهو بحاجة إلى إعادة شحنها ليمارس نشاطه.
هناك طاقة إيمانية، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وحتى على مستوى الطاعات، فالنفس لها إقبال وإدبار، وروي عن علي بن أبي طالب قوله: “إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات”، فإذا أحس الإنسان بالكسل بعد اجتهاد في الطَّاعة، فليرقد حتى يعود إليه نشاطه، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لزينب حينما دخل المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال: “ما هذا الحبل؟”، قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فَتَرت تعلَّقت به، فقال عليه الصلاة والسلام: “لا، حلُّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فَتَر فليرقد”، والإنسان يستطيع أن يشحن بطاريته الإيمانية عبر تدبر آيات الذكر الحكيم، ومطالعة أحوال السابقين في العبادات والطاعات.
وهناك طاقة عملية، تتعلق بالمهن والأعمال، فيحصل للموظف أن يكسل ويكره عمله، وتجديد الطاقة العملية مطلوب عبر دورات ينخرط فيها الموظف، ومن خلال استحضار قيمة العمل والأمانة الملقاة على عاتق الموظف، والحرص على مشاهدة وسماع المحاضرات والمواد الإيجابية التي تجدد طاقتك، وتحبب العمل!
وكذا الطاقة المعرفية، ومن أفضل وسائل شحنها “القراءة” بمعناها العام، سواء كانت قراءة الكتب أو مطالعة المواقع الثقافية والمعرفية، ومشاهدة برامج تزيد منسوب المخزون العلمي للإنسان، أو مصاحبة ومجالسة المهتمين بالثقافة والعلم، والطاقة المعرفية أو العلمية هي المسؤولة عن إنتاج الإبداع.
ولا ننسى الأسرة بإمكانها “شحن” بطاريات أولادها تجاه الدراسة والإقبال على المدرسة، هناك فرق بين أسرة تشجع وتحفز، وتتعاون مع المدرسة بما يحقق الارتقاء بأبنائها، وبين أسرة لاهية ومشتتة، لا يجلس الأبوان – أو أحدهما – مع أبنائهما إلا نادراً ومصادفة.
قارئي العزيز..
كل ما عليك إن أحسست بضعف طاقتك سوى المسارعة بشحنها قبل أن تفرغ بطاريتك!