قلبي على وطني الصغير والكبير.
قلبــي علــى شعبــي ومجتمعــي وأمتي.
قــــــلبي علـــــى دينــــــــي وحـــضارتــــــــي.
قـــلبي علـــى مستقبــــل أحفـــــادي وأبنــــــاء شعبــــي.
أخشى على وطني سياسياً من الهواة الجاهلين.
ومن المخدوعين المتجبرين المتكبرين الذين لا يرون إلا أنفسهم.
ومن المتاجرين باحتكار المعرفة السياسية وحب الوطن.
أخشى على وطني على مستقبله من صهاينة تعالت أصواتهم يسعون لحل مشكلاتهم على حسابه، ويمنون عليه بالبقاء كما على حساب فلسطين.
أخشى على وطني من متاجر على حساب غيره بلا وعي.
أخشى على وطني من ذئاب تنتظر ساعة غفلة للانقضاض عليه.
أخشى على وطني من دهاة يسعون لتفتيته وتمزيقه كباقي أرجاء الوطن الكبير.
أخشى على وطني من غافل صامت كأن الأمر لا يعنيه.
أخشى على اقتصاد وطني ممن جعلوه تحت رحمة المتصدقين، وأعطياتهم حسب أخلاقهم واعتدال أمزجتهم بل ونزواتهم.
أخشى على وطني من ممولين (شيلوكيين) يعطون باليمين، ويأخذون أضعافه باليسار، دماً ومالاً وحرية وكرامة في الحال وفي المآل.
أخشى على وطني من المعالجات الاقتصادية الشكلية، حيث كلما جاء رئيس استأسد على الفقراء بالضرائب وتفنن في اختراعها وتسويقها.
أخشى على مجتمعي واستقراره.
أخشى كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “اتق صولة الكريم إذا جاع، ومن اللئيم إذا شبع”.
أخشى من يأس الذين غسلوا أيديهم من إمكانية العمل الشريف النظيف، أن يوصلهم كما أوصل غيرهم إلى التجارة المحرمة المدمرة أو التفكير بالانتحار أو بناء المخيمات بدلاً من خيمة واحدة!!
أخشى من (كَبْرةِ الخاسي)، وشِيخَة الوضيع، ومن ثراء المعدوم طفرةً.
ومن مقاولي الفتن، ومن فئة غير مؤهلة للنجاح، ولا تريد أن تسمح لأحدٍ أن ينجح، وغايتها محاربة الناجحين.
أم أخشى من كبرياء موهومة بلا مقومات.. ترى الناس حشرات ولا مانع أن يكون هو مبيداً لها جميعها إن لزم الأمر.
وأخشى من تقدم فئة تزرع الفتن وتفرق المجتمع لتسود هي وحدها، فلم تحفظ من الإنجليز ومدنيتهم إلاَّ فرِّق تسد التي حكموا بها الشعوب من فلسطين إلى الهند بملايينها المملينة.
أخشى عليه من النعرات الجاهلة والجاهلية حتى من الذين أصبح شعارهم:-
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أوالقبر
أم أخشى عليه من المخدرات العابرة والمستقرة والميسرة بحيث تكون بمتناول المبتدئين ثم تتصاعد بكلفتها.
أخشى على الإسلام دين الرحمة للعالمين أيضاً من جهل أبنائه وعجز أتباعه وكيد أعدائه.
أخشى من المسترزقين بالدين؛ مظهراً وفتاوى مواقف ومؤلفات من أمثال الذين صرخ سيد في وجه أحدهم جاء يلقنه الشهادتين عند إعدامه، فقال: أنتم تتعيشون بلا إله إلا الله ونحن نموت من أجلها…
وأخشى على الإسلام من انتحال المبطلين وغلو المغالين.
وأخشى أكثر من تشدد الجهلة وتفريط المتباطئين… وفتاوى علماء السلاطين.
أخشى على الإسلام من المتواكلين الذين لا يعملون ويعلقون فشلهم على الأقدار والفتن.
وأخشى من تدخلات الذين لا يتقنون قراءة سورة الإخلاص ويتصدون لشرح الدين ويغوصون بجهلهم في أعماقه، مع أنهم لا يسمحون لأحد أن يتحدث بتخصصاتهم أو حتى بميولهم مراعاة لحقوق الإبداع!!
لا بد أن ينبري لي أحد مقاولي التصليل و(الطراشة) والمكياج الاجتماعي أو حبر طمس الحقائق، وليس حبر الانتخابات السري من يقول: “يا رجل…. الدنيا بخير واحنا غير يا عمي لا تكن سوداوياً”، ولو بحثت عنه لوجدت معظم وجباته (أن يأكل هوا.. وأحياناً يأكل بطيخاً)، وقد يقول لك: “وأما بنعمة ربك فحدث” !!
أخشى على ثقافة أبنائي وأحفادي وأبناء مجتمعي وأمتي – من غربتهم عن أمتهم وحضارتها.
أخشى عليهم من التسميم الثقافي الأجنبي، أما الغزو الثقافي فقد أصبح مرحباً به ومفتخراً بقدومه وذلك لأن حصوننا المهددة من داخلها سهلت دخول اللصوص جميعاً، وساكنونا بيوتنا وعقولنا!
أخشى على الأبناء والأحفاد من الثقافة أو الإفساد المجاني الملون المكتوب المسموع والناطق والمشاهد والمحمول على علم النفس وخبرات الخبراء والمال الأسود في تدمير العقول والنفوس والمجتمعات لست هجّاءً ولا مداحاًً ولا نداباً ولكني نذير قوم يحبون أوطانهم.
أسأل الله أن يحفظ بلدي