أقامت الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي حفلاً لتكريم الفرق التطوعية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي والشباب المشاركين في رحلاتها الخيرية والإنسانية في الدول التي تعمل بها والذي بلغ عددهم 66 شاباً وممثلا للفرق التطوعية، وفي كلمته أمام الحفل توجَّه الأمين العام للرحمة العالمية الشيخ يحيى سليمان العقيلي بالشكر إلى كلِّ من ساهم في دعم جهود العمل الخيري والإنساني مع الرحمة العالمية، مشيراً إلى أن المكرمين هم شركاء الخير للرحمة العالمية، مؤكداً أن هذه الشراكة من أسمى وأفضل وأبرك الشراكات وأضمنها ربحاً، فالربح مضمون مع الله سبحانه وتعالى.
وأكّد العقيلي أن رسالة الرحمة العالمية تتمثل في قول الله سبحانه وتعالي ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” الحج الآية 77، فالمعنى الإنساني في الآية عام، والشعور الإنساني لكل إنسان يشعر بالألم تجاه المكلوم والمصاب هو الدافع للعمل الإنساني، أما عملنا الخيري والإنساني كمسلمين فينطلق من قاعدة إيمانية نرتقب فيه الأجر من الله سبحانه وتعالى، وترتقب النفس اطمئنانها ومن أهم أسباب اطمئنان النفس هو فعل الخير.
وأضاف العقيلي أن الرحمة العالمية تعمل في محورين رئيسيين، وأضافت الإغاثة السورية محوراً جديداً، فأما المحور الأول وهو: المحور التنموي، وهو أساس عمل الرحمة العالمية والتي تقوم بالتخطيط له من خلال استراتيجيات وخطط، وهو ما نسميه الفعل، وأما المحور الثاني وهو ما نسميه رد الفعل، وهو الإغاثات، وهو رد الفعل الواجب تجاه الكوارث وما يحدث في بعض الدول من نكبات طبيعية أو حروب وما شابه، أما المحور الثالث فهو الإغاثي التنموي وتسعى الرحمة العالمية إلى أن تحول الإغاثة للشعب السوري إلى إغاثة تنموية وذلك من أجل الحد من مد اليد ومنح الأخوة السوريين فرصة للعمل ليكتسبون من عمل أيديهم.
ومن جانبه قال ممثل المكرمين من الفرق التطوعية قتادة الجميعان: النوايا ليست كافية، ويجب أن يصاحب النية الحسنة إدارة حقيقية، وعمل مؤسسي احترافي، وتميز حقيقي على أرض الواقع، وقد رأيته في جيبوتي من خلال مشروعات الرحمة العالمية، ومن أكثر من مشروعاتها التي تفتخر بها المراكز التنموية، فهذه المراكز فلسفة جديدة في العمل الخيري، كيف أنه يسعى لتعليم هذا المحتاج ويحرص على صحته، ويدرس بها المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية، ثم يعمله حرفة، ثم يرسله إلى التعليم في الخارج، كما يعلمه كيف يأكل من عمل يده، كل ذلك رأيته في مجمعات الرحمة، ولم تكن لتصل إلى هذه المرحلة لولا الاحترافية في إدارة المشروعات الخيرية، لذلك أقولها: شكراً لمن منحونا فرصة المشاركة بالأجر، فالرحمة العالمية صرح يجب أن نفتخر به في الكويت أمام العالم كله.
وأكد الجميعان أن العاملين في مكاتب الرحمة العالمية الخارجية على الرغم من التعب والارهاق لكننا نرى في أعينهم فرحة العطاء، فلقد علمتني الرحمة أن العطاء والإنسان الآخر يجب أن يكونا همك، ولا بد أن يكون هناك شعور بالمسؤولية تجاه الآخر.
فيما توجه الفنان عبدالعزيز المسلم بالشكر للرحمة العالمية، مشيراً إلى أنها تعمل بنظام مؤسسي بكل مقاييس المؤسسية، وأشهد أن كل دينار يصل إلى مستحقيه من يد المتبرع إلى يد المستفيد، مبيناً أن الرحلات الخيرية وبخاصة إلى إخواننا اللاجئين السوريين تجعلنا نستشعر قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا) البخاري.
وأضاف أن الرحمة العالمية لها معيار خاص في توثيق العمل الإنساني رأيته في إدارة احترافية، وإخلاص وجهد واستراتيجية، فحينما ترصد مسيرتها وترى معدل النمو والبناء في الخارج تجد فعلاً أنه ليس ارتجالياً، بل هو عمل مبنى على رؤية.
ومن جانبه أكد مقدم الحفل المتطوع مع الرحمة العالمية الدكتور محمد الكندري أن الرحمة العالمية كانت سباقة في توثيق العمل الخيري، فقبل سنوات لم نكن نرى هذا التوثيق، فحينما كنا نسمع عن ذهاب الدكتور عبد الرحمن السميط إلى أفريقيا وما يفعله هناك لم نكن نتخيل أن الأوضاع بالشكل الذي رأيناه، وأنه كان يقطع مسافات كبيرة للوصول إلى الفقراء والمساكين، فلم يكن مفهوم التوثيق الإعلامي موجود في العمل الخيري من قبل، لكن الآن نجد أن الرحمة العالمية رائدة في التوثيق الإعلامي.
كما ألقى الشيخ الشاب حمد المزروعي كلمة باسم فريق لبوا النداء الشبابي أكد فيها على بركة العمل الخيري وآثاره الطيبة لمن يشارك فيه وأشاد بحماس الشباب للمشاركة في الرحلات الخيرية للرحمة العالمية.
وفي نهاية الحفل كرم الأمين العام للرحمة العالمية الشيخ يحيى سليمان العقيلي الفرق التطوعية والشباب المشاركين في رحلات الرحمة العالمية الخيرية والإنسانية، كما كرمت الرحمة العالمية المتطوع محمد الحصينان لما له من دور ملحوظ في دعم العمل الخيري والإنساني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي انطلاقا من دورها في المسؤولية المجتمعية لتكريم المتطوعين .
وقد عرضت الرحمة العالمية خلال الحفل فيلمي الأول عن الفرق التطوعية التي شاركت الرحمة العالمية في مسيرتها الخيرية والقاني عن إنشاء “قرية مؤمنة” والتي بدأت من خلال قصة الطفلة مؤمنة والذي قابلها وفد كويتي حينما كان يقوم بتوزيع مساعدات اغاثية وسمعوا عن ولادة امرأة لطفلة سميت (مؤمنة) ولدتها الام ضمن ظروف المرأة الجيبوتية المتواضعة دون رعاية صحية ما جعل الوفد يقوم بحملة تبرعات لعمل قرية نموذجية وتم بالفعل جمع التبرعات للقرية ولأول مرة في تاريخ جمهورية جيبوتي يتم وضع حجر الاساس لقرية متكاملة.