نواصل الحديث عن الأستاذ حجي بن جاسم بن محمد الحجي؛ حيث:
• ترك الكويت في أواخر العشرينيات وذهب إلى المملكة العربية السعودية حيث عمل مترجماً لشركة أرامكو – شركة البترول المعروفة – التي بدأت عن التنقيب عن البترول، نظراً لإلمامه بتاريخ الجزيرة العربية وإتقانه اللغة الإنجليزية (بمدرسة المستشفى الأمريكاني عام 1341هـ).
• ثم عمل مستشاراً لأمير المنطقة الشرقية (بن جلوي)، وسافر معه في رحلات عديدة منها رحلة إلى الهند.
• ثم استقال من هذا العمل وذهب إلى بيروت، للراحة حيث طلبت منه الخطوط الكويتية عام 1955م إدارة مكتب الكويتية هناك.
• ثم عاد من لبنان إلى الكويت بعد سنوات وأصبح عضواً عاملاً في أحد أقسام بلدية الكويت.
• ثم انتدب لإدارة مكتب في دبي للمساعدات الخارجية حيث أخذ عائلته معه وسكن في دبي عدة سنوات، لكن الجو الرطب لم يساعده صحياً فعاد للكويت حيث تقاعد عن العمل الحكومي، وبقي في الكويت يسافر كل عام في الصيف إلى لبنان للراحة، وقد توفي في شتورة عام 1394هـ (صيف عام 1974م) ونقل جثمانه إلى الكويت ودفن فيها رحمه الله.
عزيزي القارئ:
إن المتأمل في القصائد التي اختارها الشيخ عبدالعزيز الرشيد للمربي الفاضل حجي بن جاسم بن محمد الحجي يلمح بجلاء اهتمام الشاعر بقضايا وطنه السياسية والاجتماعية والتربوية، وما يتصل بذلك من حث على الإخلاص للوطن والذود عنه والتضحية في سبيله بكل غال ونفيس، يقول المربي الشاعر:
أقسمت يا شعب أني
لا أخلف الدهر عهدك
وعدتني بنهوض
فحقق الله وعدك
ناديت يا قوم هل من
يجيب منكم سؤالي
من يخطب البكر يوماً
يبذل لها كل غال
أقسمت يا شعب أني
لا أخلف الدهر عهدك
لا تخضعن الشعوب
لمن يحاول عسفاً
والحر لا يتنحى
أو ينسف الطود نسفاً
إن رام منه عدو
ذلاً وإن سيم خسفاً
أيقبل الضيم حر
إن يمدد الضيم كفاً
صارحتني يا رفيقي
أظهرت ما كان يخفى
لله درك خل
وصفت دائي وصفاً
خير الأنام همام
يصون حق البلاد
يكون فيها كشمس
تضيء طرق الرشاد
مفكراً كل حين
بنقض أسِّ الفساد
ومن يفكر يوماً
بغمط حق العباد
فهو الذي راح يدني
مصيره للنفاد
ترقب الفجر يا من
عدمت طيب الرقاد
أقسمت يا شعب أني
لا أخلف اليوم عهدك
وعدتني بنهوض
فحقق الله وعدك
أما دعوته إلى العلم والتعليم وإلى نشر شمس المعارف بين أبناء الكويت، ليكونوا خير خلف لخير سلف، فنجد صداها في قصيدته التي ألقاها بمناسبة افتتاح النادي الأدبي، لا يتسع المجال لذكرها، وغيرها من القصائد الجميلة المعبرة.
رحم الله المربي الكريم الذي قال عنه الشيخ عبدالعزيز الرشيد: إنه الشاب الأديب والفاضل اللوذعي.