مع حلول الذكرى السادسة لانطلاق ثورة 11 فبراير 2011م السلمية باليمن ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما يزال اليمنيون متمسكين بتحقيق كافة أهدافها، فيما لا يزال الأخير، بحسب مراقبين، متشبثاً بأن يكون له دور بشكل أو بآخر في الحكم.
وخلافاً للأعوام السابقة، بدا اليمنيون اليوم متمسكين بالثورة وأهدافها أكثر من أي وقت مضى، تزامناً مع الذكرى السادسة، مع اقتراب الحرب التي أشعل الحوثيون شرارتها، من إكمال عامها الثاني، ووصول الوضع الإنساني إلى مستويات متدهورة وغير مسبوقة، وهو ما يجعلهم أكثر إصراراً على إنجاح أهدافها، وفق “الأناضول”.
شعارات ثورة 2011م طغت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت هذا العام، واستخدم الناشطون صورهم بداخل أيقونات خاصة كتب عليها “فبراير 6” مقرونة بهاشتاج “ثورة تتجدد”.
وقال حزب التجمع اليمني للإصلاح: إن ثورة 11 فبراير كانت بمثابة تدخل جراحي لقطع الطريق على التحالفات المشبوهة، التي كانت تحاك سراً بين نظام صالح والسلالة، للانقلاب على النظام الجمهوري، من قبل القوى التي تعتقد أنها إنما خلقت لتحكم، والارتماء في حضن المشروع الإيراني في المنطقة.
وأضاف الحزب في بيان له، وفق موقع “يمن برس”: لقد تدفق الشباب اليمني المتطلع في ثورة التغيير السلمية في مثل هذا اليوم من عام 2011م إلى ميادين الحرية وساحات التغيير، معلنين ميلاد اليمن الجديد، مشيراً إلى أنهم خرجوا يحملون شعلة الثورة ويستنيرون بالعلم والمعرفة، ويتدرعون بعزائم فولاذية، وإصرار على كسر الحواجز والتابوهات التي نصبها نظام الفساد والفوضى والعبث حول نفسه، مضيفاً أنهم بثقتهم في الله ثم بثقتهم في عدالة قضيتهم، استمروا في مشوارهم النضالي، غير عابئين بما لاقوه من هجمة إجرامية غير مبررة.
واستطرد الحزب في بيانه: أعلن الجميع بصوت مدوٍّ أن عجلة التغيير انطلقت إلى الأمام، وأنهُ لا يمكن لقوةٍ أن توقفها عن الحركة أو العودة إلى الوراء، ووقف العالم كله ينظر بإعجاب ودهشة إلى الصورة الحضارية التي رسمها الشعب اليمني، وهو يخرج بطريقة سلمية، ويعتصم فيما يزيد على 18 ساحة في مختلف محافظات الجمهورية، يهتفون بشعار واحد، وصوت واحد مطالبين ببناء يمن جديد.
وأشار إلى أن شباب الثورة رفعوا الكرت الأحمر في وجه مشروع احتكار الثروة والسلطة، بعد أن رأوا بوادر تطل عليهم في محاولة للانقلاب على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وإفراغ النظام الجمهوري من محتواه.
لقد فتحت ثورة 11 فبراير السلمية الباب أمام كل من يشتكي المظلومية، على مستوى اليمن شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً، على أساس أن الذهاب إلى المستقبل الذي يؤسس لقيام دولة المواطنة المتساوية، ووضعت اليمن على الطريق المؤدي إلى آفاق التنمية والاستقرار والتوافق والشراكة، إلا أن التحالف العصبوي السلالي غاظه ما أنجزته الثورة السلمية من مكاسب حين تجاوزت البلاد الحرب الأهلية، فاتجهوا نحو الانقلاب على السلطة الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني، وخرج ذلك التحالف المشبوه للعلن وحمل السلاح لينقض على العاصمة صنعاء وعلى مؤسسات الدولة.
وأشار إلى أنه مثل خروج الثوار في فبراير، فإنهم خرجوا في الجولة الثانية من ثورتهم في كل جبل ووادٍ لمطاردة جحافل الانقلاب، وكما اعتمدوا السلمية نهجاً وشعاراً في 2011م، والتي مثلت نقلة نوعية في حياة اليمنيين، ونقل السلطة سلمياً عن طريق الانتخابات، فقد اضطروا أولئك الشباب، أمام الحرب المفروضة عليهم من قبل مليشيات الحوثيين وصالح للخروج، مساندين للشرعية وحملوا السلاح، وانضموا إلى الجيش الوطني المدافع عن الشرعية، لحراسة أحلامهم والذود عن بلادهم، غير هيابين الموت ليروون ثرى اليمن بدمائهم الطاهرة.
ولفت حزب الإصلاح إلى تدخل دول الخليج في العام 2011م، إلى جانب حلم اليمنيين في التغيير من خلال المبادرة الخليجية التي أفضت إلى إخراج علي عبدالله صالح من كرسي الحكم بعد تشبثه به لمدة 33 عاماً، ثم ها هي اليوم بعد إعلان “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، يقفون مع إخوانهم اليمنيين مرة أخرى، ويبذل إخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الشقيقة، أرواحهم ودماءهم رخيصة لتحرير اليمن من قبضة الانقلابين واستعادة الدولة المخطوفة وإعمار اليمن الجديد.
وقال الحزب في بيانه: إننا نجدد العهد بأن دماء شهداء الثورة الشبابية الشعبية السلمية الأبرار سوف تظل ديناً في أعناقنا لا نحيد عن الأهداف التي ضحوا بحياتهم من أجلها، كما سنظل أوفياء لدماء شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا في معركة استعادة الشرعية ومواجهة الانقلاب الصفوي، متعهداً بإكمال المشوار وخوض هذه المعركة حتى دحر الانقلاب واستعادة الدولة، لتتشابك أيادي كل اليمنيين ويمضون على قلب رجل واحد، لخوض معركة البناء والتنمية.