ما يقارب 200 ألف مسيحي يعيشون على أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها، يحاول الاحتلال تضليل الرأي العام العالمي أنهم يعيشون تحت تهديدات وإرهاب إسلامي، من أجل تفريغ الأرض منهم، وتشجيع دول العالم على استقبالهم مهاجرين من أرضهم.
الأب مانويل مسلم، قال لـ”المجتمع”: نحن نتألم مع شعبنا، ولا نتألم منه، والاحتلال يحاول إظهار أن المسيحيين في فلسطين ضمن أهداف الإرهاب والعنف، وأن المسيحيين مساكين وأقلية مضطهدة، ونحن نرفض هذه الدعاية العنصرية، ونرفض وجود فكرة “إسرائيل”، وأنها أرض الميعاد، ونحن نعلم على أي أساس تقوم الفكرة الصهيونية الخبيثة، فالاحتلال يحاول الاستفراد بالمسلمين في هذه الديار، من خلال إظهار أن المسيحيين يهاجرون من فلسطين بسبب الإرهاب والتطرف.
وأضاف مسلم: نحن لسنا أقلية حسب زعم الاحتلال، نحن جزء من أمة عربية ماجدة مترامية الأطراف، وتاريخنا من تاريخهم المشرف، والنغمة الصهيونية المشروخة التحريضية نحن كمسيحيين نرفضها، فلا خلاف مع المسلمين في هذه الديار، خلافنا مع الاحتلال، ومعركتنا هي معركة شعبنا، والاشتباك مع الاحتلال، فمن يستهدف كنيسة القيامة يستهدف المسجد الأقصى، ومن يستهدف المسلم يستهدف المسيحي، فنحن شركاء في كل شيء، والاحتلال لا يرضى على هذه العلاقة الوطيدة، فنحن مع المسلمين في السلم والحرب، ولن نسمح للاحتلال أن يستفرد بأبناء شعبنا المسلمين، لذا يلجأ إلى وسائل خبيثة؛ منها إظهار أنه يتعاطف مع المسيحيين كونهم ضعفاء مغلوب على أمرهم، وقد تعرضت لموقف أثناء السفر عندما حاول أحد الضباط لفت نظر المسافرين من خلال الحديث معي بشكل إنساني ومحاولته تقديم دوري في الطابور، إلا أنني رفضت رفضاً قاطعاً أن تكون المعاملة مختلفة عن معاملة أبناء شعبي.
وتابع قائلاً: أعداد المسيحيين تتناقص بفعل إجراءات الاحتلال على كل أبناء شعبنا، فالمسلم يهاجر والمسيحي يهاجر من إجراءات الاحتلال، ومع ذلك إذا قمنا بتحليل أعداد المسيحيين في فلسطين فيمكن القول: إن عدد المسيحيين عام 1947م كان 20 ألفاً، واليوم يصل إلى 200 ألف، فهناك نمو في الأعداد، والهجرة أقل من النمو.
ولفت مسلم قائلاً: نحن نعيش مع شعبنا بكل تفاصيله، ونبني المراكز والمشافي والمرافق المتعددة حتى يستفيد منها كل أبناء شعبنا بدون استثناء.
بدوره، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري قال لـ”المجتمع”: الاحتلال في إجراءاته يحاول إثارة النعرات بين المسلمين والمسيحيين، فهذا يزيد من سطوته وسيطرته على الشعب والأرض، والشعب الفلسطيني بكل فئاته يعلم ألاعيب الاحتلال، للتفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني، والكل في هذه البلاد مستهدف، والثبات في الأرض الرد الحقيقي على سياسة الاحتلال في إثارة النعرات ومحاولة ضرب النسيج الفلسطيني.
ولفت الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، د. حنا عيسى، في تصريح صحفي: المسيحيون الفلسطينيون يواجهون تحديات تسارع وتيرة الهجرة جراء إجراءات الاحتلال، فالأحداث على أرض فلسطين تتسارع في سباق مع الزمن؛ حيث تسعى “إسرائيل” بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض أمر واقع جديد في إشارة واضحة من حكومة الاحتلال إلى حسم مسألة التوازن الديمجرافي لصالح تهويد المدينة المقدسة لطمس معالمها المسيحية والإسلامية وكل ما عليها.
وأشار د. عيسى إلى أن المسيحيين الفلسطينيين يواجهون عدم إمكانية الوصول إلى المقدسات، ويعانون من الإجراءات التعسفية التي تمارس ضدهم من قبل دولة الاحتلال، وخاصة المواطنين المتواجدين في الضفة الغربية وقطاع غزة، هذا إضافة لصعوبة إمكانيتهم من الوصول إلى داخل القدس والأراضي المحتلة بعدم إعطائهم تصاريح لزيارة المقدسات المسيحية والكنائس.