ناشط وإعلامي: الثوار موقفهم من الدكتاتورية وحكم العسكر موقف صارم ورافض.
محلل سياسي: عدم الاحتفال في أي منطقة يسيطر عليها حفتر يدل على انعدام الحرية وعودة الدكتاتورية.
شهدت عدة مدن ليبية، الجمعة الماضي، احتفالات عارمة بمناسبة مرور 6 سنوات على اندلاع ثورة فبراير، التي أنهت حكم الدكتاتور معمر القذافي عام 2011م.
وقد تركّزت الفعاليات في مصراتة وطرابلس على وجه الخصوص، وسط تشديد أمني كبير، لا سيما في ساحة الشهداء وسط طرابلس، بالإضافة إلى مدن عدة في غرب البلاد، وبشكل أقل جنوبها.
لكن اللافت غياب مظاهر الاحتفال عن مدن شرق ليبيا، حيث تسيطر قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، والسلطة السياسية الموالية له.
وهنأ السفير الأمريكي لدى ليبيا، بيتر وليم بوود، الشعب الليبي بالذكرى السادسة لثورة 17 فبراير، التي أطاحت نظام معمر القذافي.
وقال السفير، وفق بيان على صفحة السفارة على “فيسبوك”: “يُصادف اليوم الذكرى السادسة للثورة الليبية التي قامت في 17 فبراير 2011، ففي ذلك اليوم، هبّ الليبيون لرفض الدكتاتورية والنضال من أجل الديمقراطية، اليوم، تقف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الشعب الليبي، وهو يحتفل بذكرى هذا اليوم التاريخي”.
وأضاف: “بصفتي سفيرًا للولايات المتحدة لدى ليبيا، أتقدّم بأطيب تمنياتي للشعب الليبي، ونتعهّد بأنّنا سنواصل دعم جهود ليبيا الرامية لتوحيد الصفوف ولمّ الشمل”.
وقال السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني: “إن كان هناك من لديه شك في أن الليبيين لا يريدون العودة للدكتاتورية، فعليه متابعة الاحتفالات الشعبية بذكرى ثورة 17 فبراير”، جاء ذلك خلال تدوينة للسفير الإيطالي لدى ليبيا له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وفي كلمة لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل خلال الاحتفال بالذكرى السادسة للثورة من مطار طرابلس الدولي قال: “إن ثورة فبراير جسدت رغبة الليبيين في التغيير وآمالهم الكبيرة بأن يعيشوا حياة أفضل”.
وأضاف: “عانينا من تدخلات خارجية عرقلت مسيرة الثورة وحاولت زرع الفتن بين أبناء الشعب وبعد أقل من عام نفتتح هذا الانجاز (مطار طرابلس) ليكون شاهداً ودليلاً على أن البقاء للأصلح ومعبراً على جدية وصدق حكومة الإنقاذ الوطني في الوفاء بعهودها واستمرارها بالبناء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه رغم كره الكارهين وعرقلة المعرقلين”.
وحول الذكرى السادسة للثورة، قال الناشط السياسي والإعلامي الليبي مروان الدرقاش في حديثه لـ”المجتمع”: الحشود هي التي تكلمت، والناس احتفلوا بعفوية تامة، والصور خير شاهد على ذلك.
وأضاف الدرقاش أن السياسيين كانوا مغيبين في هذه الاحتفالات؛ لأنها كانت شعبية بامتياز، مشيراً إلى أن منظميها راعوا عدم تشويهها بالخلافات السياسية، لذلك طلبوا من الساسة عدم محاولة استغلالها في خطابات لدعم مشاريعهم فخلت منصات الاحتفالات من وجود الساسة.
وفي رده على مصير الأوضاع في ليبيا بعد 6 سنوات، أوضح الدرقاش بأن المشهد الليبي معقد جداً والتنبؤ بالمستقبل صعب للغاية، مشيراً إلى أن الثوار أقدامهم ثابتة وأهدافهم واضحة وموقفهم من الدكتاتورية وحكم العسكر موقف صارم ورافض.
وبين الدرقاش بأن ليبيا ستستقر تحت حكم ديمقراطي، لكن الطريق إلى هذا المستقبل غير معروفة المعالم هل ستكون عبر التوافق أو عبر الحسم العسكري، مؤكداً أن محاولات العسكر العودة لحكم ليبيا يؤخر إنهاء الانقسام السياسي ويهدد استقرارها.
ورأى المحلل السياسي د. محمد فؤاد أن ما حدث من خروج الليبيين في غرب وجنوب ليبيا يبعث عدة رسائل أولها لا لعودة الدكتاتورية، وثورة فبراير مازالت حية في قلوبنا، وثانيها الانفصال الكبير بين النخب السياسية وأهدافها وصراعاتها وبين الشعب.
وأما الرسالة الثالثة؛ فهي، بحسب فؤاد، أن معظم وسائل الإعلام ومن يسمون أنفسهم بالنخب هي وسائل مدفوعة الأجر بعيدة تماماً عن الواقع، فقد ظلت تروج أن الليبيين لن يحتفلوا وأكثرها لم يحاول مجرد نقل الاحتفالات أو مجرد الحديث عنها، مؤكداً بأن رسالة الاحتفالات عشق للحرية وليست تزكية للساسة.
وقال لـ”المجتمع”: إن عدم الاحتفال في أي منطقة يسيطر عليها حفتر يدل على انعدام الحرية وعودة الدكتاتورية والقبضة الأمنية ونجاح الثورة المضادة، مضيفاً أن أكبر المهزومين هو حفتر ومن يدور في فلكه.