في السهول القاحلة لأرض الصومال لفظت أحدث ضحية للجفاف أنفاسها الأخيرة، مع أنها لم تتجاوز ما يكفي من العمر حتى لتسميتها، فبحسب التقاليد المحلية، كان يجب ذبح شاة باسم ابن خضرة سعيد ليتم تسميته، لكن تعذر إيجاد الشاة المطلوبة، ومات الرضيع كضحية مجهولة لمجاعة لم يبلغ عنها إلا بعد مرور سبعة أيام على ولادته.
وفي تلك الليلة بالقرب من قرية أنوونلي دفنه والده في ظلمة الليل، وكان بذلك الوليد العاشر الذي يدفن بالطريقة نفسها خلال شهر، بعد أسوأ جفاف ضرب أنحاء البلد.
وأشار مراسل صحيفة “ديلي تلجراف” إلى أن تلك الأسرة كان لديها في الماضي مئات الحيوانات، لكنها لم تعد تملك غير عنزة واحدة الآن، وأصبحت السيدة خضرة تعيش على وجبة واحدة فقط يوميا، وبلغ بها الجوع مبلغه حتى أنها جف لبنها لإطعام رضيعها المصاب بسوء التغذية. والآن بعد أن فقدته لم يعد لديها وقت للحزن، فلديها أربعة أفواه لإطعامها.
تقول خضرة: “أخشى أن يموتوا أيضا لأن وضعنا يزداد سوءا كل يوم وقد فقدنا كل شيء”، ومع ذلك تدعو لنزول المطر في صلواتها الخمس يوميا.
وهذه هي حال القرى المجاورة التي يخشى أهلها الجفاف الذي يزيد معاناة البشر ويموت منهم الكثير نتيجته.
وذكرت الصحيفة أن بعض المناطق في أرض الصومال لم ينزل فيها المطر منذ ثلاث سنوات، والغالبية العظمى من السكان هم من البدو ولا مرعى لحيواناتهم، وقد توفي ثمانية من كل عشرة من المواشي مما حرمهم الغذاء ومصدر الدخل، والأرض لم تنبت محاصيلها وغارت المياه في باطن الأرض.
ووفقا لعمال الإغاثة فإن 6.2 ملايين شخص يعانون من الجوع، بالإضافة إلى 71 ألف طفل عرضة للموت. وخلال نهاية الأسبوع الماضي فقط ، والبعض يخشى أن تكون هذه المرة أسوأ من مجاعة عام 2011 التي أفنت 260 ألف إنسان.
يشار إلى أن أزمة الصومال مجرد واحدة من أربع مجاعات غير مسبوقة تلوح في الأفق في وقت واحد مما يهدد عشرين مليون إنسان باحتمال الموت جوعا.
وقد أعلنت المجاعة رسميا في جنوب السودان قبل ثلاثة أسابيع، لكن الصومال ونيجيريا واليمن عرضة أيضا لهذا الخطر، بسبب تركيبة سامة من الجفاف والصراع، وقد ضرب الجفاف إثيوبيا وكينيا أيضا.