أعلن المجلس الأعلى للدولة في العاصمة الليبية طرابلس عن نيته مخاطبة المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن لفتح تحقيق بشأن نبش قوات خليفة حفتر قبور مقاتلي مجلس شورى بنغازي، وسط مطالبات بتقديم هذه القوات إلى المحاكمات.
وأصدر المجلس بياناً قال فيه: إنه بصدد مخاطبة الجنائية الدولية ومجلس الأمن وبعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاديين الأوروبي والأفريقي، وذلك لفتح تحقيق فيما وصفها بالجرائم التي ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية، والتي تمثلت في نبش قبور نفذته قوات ما يُعرف بـ”عملية الكرامة” لمقاتلين وقياديين من مجلس شورى بنغازي والتمثيل بجثثهم.
كما أدانَ المجلس الأعلى للدولة الانتهاكات والاعتقالات التي تعرض لها مئات من أبناء منطقة الهلال النفطي على أيدي قوات “عملية الكرامة”.
وأكد المجلس ضرورة إخراج منطقة الهلال النفطي من دائرة الصراع السياسي كونها تمثل قوت الليبيين، وأنه لا يمكن ضمان استقرارها إلا بعودتها تحت السلطة الشرعية لحكومة الوفاق الوطني.
وطالب المجلس بتفعيل مؤسستيْ الجيش والشرطة، وتعيين قياداتها وتوفير احتياجاتها لبسط الأمن في البلاد.
من جهته، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بياناً دعا فيه أعيان قبائل شرق ليبيا والشخصيات السياسية والنشطاء ووسائل الإعلام ومسؤولي المؤسسات العسكرية والأمنية إلى استنكار ما قام به من نسبوا أنفسهم للجيش الليبي في مدينة بنغازي شرق البلاد من نبش للقبور وتمثيل بالجثث، وطالب بتقديم الجناة للعدالة.
كما قال رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج: إن المجلس يستنكر محاولات إشعال الفتنة داخل العاصمة وبين المدن، كما يستنكر محاولات قمع حرية التعبير بقوة السلاح.
وأكد السراج أن المؤسسة العسكرية الموحدة لن تكون إلا تحت قيادة مدنية، وأن عهد الدكتاتورية وحكم الفرد قد ولى.
احتجاجات
وتظاهر آلاف الليبيين في العاصمة طرابلس احتجاجاً على ما سموها الأفعال الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان التي قالوا: إن قوات حفتر تمارسها في بنغازي ضد مقاتلي مجلس شورى ثوار المدينة.
ودعا المتظاهرون خلال تجمعهم في ميدان الشهداء إلى ضرورة تقديم القادة العسكريين لـ”عملية الكرامة” للمحاكمات.
واستنكر المحتجون ما نفذته قوات حفتر في بنغازي من نبش قبور مقاتلي وقادة مجلس ثوار بنغازي العسكريين والتمثيل بجثثهم والتنكيل بها.
وفي وقت سابق، نقل مراسل “الجزيرة” في ليبيا عن نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قوله: إن عدداً من ثوار العاصمة طرابلس اقتحموا مقر المجلس الرئاسي في قاعدة أبو ستة البحرية احتجاجاً على بيان المجلس الرئاسي من أحداث الجمعة الماضي المتعلق بتفريق مظاهرة رفعت شعارات مؤيدة لـ”عملية الكرامة”.
وأضاف المصدر أن المحتجين طالبوا المجلس الرئاسي بموقف واضح يدين الانتهاكات والتمثيل بالجثث التي قامت بها قوات حفتر.
وشهد يوم الجمعة الماضي مظاهرات بميدان الشهداء بطرابلس للمطالبة بخروج التشكيلات المسلحة من العاصمة، رفعت خلالها شعارات مؤيدة لحفتر و”عملية الكرامة”؛ الأمر الذي استفز قوات الأمن الموجودة بالميدان ودفعها لتفريق المتظاهرين بإطلاق الرصاص في الهواء.