في مواجهة قانون المؤذن العنصري الذي أقره “الكنيست” الصهيوني في القراءة التمهيدية قبل أسابيع، نجح أهالي بلدة العيساوية في القدس المحتلة بتدشين أطول مئذنة في القدس بطول 73 متراً، وتطل على محيطها الذي تم تهويده من قبل الاحتلال.
عمر عطية، رئيس جمعية “يد واحدة” في العيساوية المشرفة على تدشين هذه المئذنة التي تزامنت مع إقرار “الكنيست” قانون المؤذن المتضمن حظر الأذان بزعم انزعاج المستوطنين منه، قال لـ”المجتمع”: أصبحنا محاصرين بالمستوطنات من جميع الجهات، وكان لا بد من مئذنة تخترق هذا الحصار وتكون أعلى من مباني المستوطنين وعماراتهم، فكانت مئذنة مسجد الأربعين في العيساوية التي أصبحت المعلم الواضح والصارخ في القدس كلها وكانت التكلفة قرابة 400 ألف دولار أمريكي جمعت من أهالي البلدة البالغ عددهم 20 ألف مواطن يعانون من أعتى أنواع الحصار، فالاحتلال يحاصر العيساوية بشكل دائم ويعتدي على السكان وخصوصاً الشباب على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل البلدة.
ويصف عطية المئذنة الشاهقة: أصبحت عنوان القدس، وأغاظت المستوطنين، وأصبحنا من خلال المئذنة أكثر علواً وشموخاً، فالاحتلال أراد كتم صوت الأذان فكان الرد أطول مئذنة في المنطقة، وبتبرع من الأهالي المسحوقين مادياً.
وأضاف: حفرنا بالصخر صوت الأذان، ولن يكون هناك إخماد لصوت الأذان.
رئيس الهيئة الإسلامية العليا د. عكرمة صبري قال لـ”المجتمع”: شعيرة الأذان شرعت قبل قطعان المستوطنين ودولتهم العنصرية، فالأذان باقٍ في القدس رغم قوانينهم العنصرية، ومئذنة الأربعين في العيساوية منبر مهم في إيصال صوت الأذان إلى خارج القدس، فمآذن القدس لن تصمت، وجاء الرد من العيساوية المحاصرة بلد الشهداء والأسرى، وستكون كل مآذن فلسطين في صف واحد ضد عنصرية الاحتلال وقوانينه الإرهابية، فالأذان تذكير بصلاتنا وكذلك بعودتنا إلى وطننا المسلوب.
أهالي العيساوية وباقي المقدسيين احتفلوا بتدشين مئذنة الأربعين بأشكال متنوعة، منهم من اعتبر المئذنة الرد المناسب في هذا الوقت، ومنهم من طالب بهشتاج يحمل اسم مئذنة تواجه عنصرية الاحتلال.
فخري أبو ذياب، عضو لجنة الدفاع عن المقدسات في القدس، يقول لـ”المجتمع”: أكثر شيء يؤذي الاحتلال في القدس المحتلة الاهتمام بالمقدسات وإعمارها وبناء ما يساندها من مساجد ومآذن تكون معالم رئيسة في المنطقة، ورباط بداخل المقدسات، فالرباط البشري إضافة إلى البناء المادي عناصر مهمة لحماية المقدسات، ومئذنة العيساوية تشاهد من جميع أنحاء مدينة القدس، وهذا يؤذي الاحتلال بشكل مباشر وغير مباشر، والدليل ما ضجت به الصحافة العبرية التي اعتبرت تدشين المئذنة الشامخة بمثابة إعلان إسلامية المدينة التي تعتبر بزعم اليهود عاصمتهم الموحدة، وانتقدت الصحافة العبرية السماح ببناء هذه المئذنة بهذا الشكل من الاستعراض، حسب تصورهم، يقول أبو ذياب.