شكلت حادثة اغتيال الأسير المحرر الشهيد القسامي مازن محمد سليمان فقهاء من مدينة طوباس على أرض غزة، صدمة لزملاء الأسر للشهيد مازن، الذي أمضى من حكمه في السجون 10 سنوات من أصل 9 مؤبدات.
زملاء الشهيد القسامي يذكرون الماضي العريق مع الشهيد مرعب الاحتلال، عندما كانوا ضمن نظام الأسرة في جماعة الإخوان المسلمين داخل جامعة النجاح.
مجلة “المجتمع” هاتفت زملاء الأسر للشهيد مازن في سجن النقب الصحراوي الذين عاشوا معه فترة الدراسة وداخل الأسر.
الأسير محمد قال ونبرة صوته تكاد تكون خافتة من هول الصدمة: عشت مع صديقي الشهيد المحرر مازن فقهاء فترة الدراسة في جامعة النجاح، وكنا أعضاء في الكتلة الإسلامية، وكانت صفات مازن في الجامعة تليق بشخصية جهادية، وكان له ما أراد عندما التحق بـ”كتائب القسام”، وتمت مطاردته وإلقاء القبض عليه لمسئوليته عن تنفيذ عمليات جهادية هزت كيان العدو.
وتابع الأسير محمد الذي كان ناشطاً في الكتلة الإسلامية: خبر اغتياله بهذه الطريقة صدمنا داخل الأسر، والاحتلال والمخابرات لاحقته للانتقام منه على مواصلة عمله الجهادي، فهو شخص لا يعرف النكوص عن العمل أو أخذ قسط من الراحة، فالراحة عنده العمل من أجل المقاومة؛ لذا قرر الاحتلال اغتياله بطريقة صامتة، ظناً منه أن هذه الطريقة ستجنبه ويلات الرد المزلزل.
وختم الأسير محمد: ما شاهدته على وجوه الأسرى من حزن بعد خبر استشهاده، تأكد لي حضور الشهيد المحرر في قلوب الأسرى بالرغم من عدم معرفته بهم شخصياً، بل سمعوا عنه وتضحياته ومواصلته العمل.
بدوره، قال الأسير ماهر، الذي رافق الشهيد مازن عدة أشهر في الأسر في حديث مع “المجتمع”: الشهيد مازن بحق هو رافع لواء القرآن والمقاومة، وكانت إدارة السجن تحسب له ألف حساب، وتسعى إلى نقله باستمرار حتى لا يشكل عبئاً أمنياً.
وأضاف: السجون كلها تعرف من هو الشهيد المحرر مازن فقهاء، فهو قامة داخل السجن وخارجه، وكل من عرفه لا ينسى أثره، والاحتلال فتح على نفسه نار جهنم، فمن يعرف الشهيد مازن، تبقى ذكراه ساكنة في قلبه ووجدانه.
ورأى الأسير علي من سجن النقب في حديث معه أن حادثة اغتيال المحرر مازن فقهاء، عملت حراكاً داخل الحركة الأسيرة، من خلال تبادل الأفكار في كيفية الردود على هذه الجريمة، فالحركة الأسيرة جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ومن أكثر الفئات تأثراً بما يجري في الخارج، وعملية الاغتيال زادت من الاحتقان داخل السجون، خصوصاً مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني.
وأضاف الأسير علي: شاهدت على وجه الأسرى كافة مسحة حزن، مع نفسية تطالب بالثأر السريع والمزلزل كي يكون رادعاً للاحتلال.