اتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الأمريكية، الاحتلال الصهيوني بمنع موظفيها الذين يعملون على توثيق الانتهاكات، من دخول قطاع غزة أو الخروج منه.
واعتبرت المنظمة في تصريح صحفي نشرته صباح اليوم الإثنين، أن هذه القيود تثير شكوكاً حول مزاعم السلطات العسكرية “الإسرائيلية” أنها تعتمد على منظمات حقوق الإنسان كمصدر مهم للمعلومات في تحقيقاتها الجنائية في الجرائم الخطيرة المحتملة التي ارتُكبت في حرب غزة عام 2014م، بحسب “الأناضول”.
وجاء موقف المنظمة عقب إصدارها لتقرير توثيقي، مكون من 36 صفحة، بعنوان “غير راغبة أو غير قادرة: القيود الإسرائيلية على دخول الحقوقيين إلى غزة وخروجهم منها”.
ووثق التقرير كيفية منع السلطات الصهيونية موظفي حقوقي الإنسان بشكل ممنهج من دخول غزة أو الخروج منها، حتى عندما لم تكن لدى السلطات الأمنية شبهات أمنية مرتبطة بهم كأفراد.
وقالت ساري بشي، مديرة برنامج “المناصرة”، الخاص بـ”إسرائيل” وفلسطين في منظمة “هيومن رايتس ووتش”: عرقلة عمل المنظمات الحقوقية تطرح أسئلة ليس فقط حول رغبة السلطات العسكرية “الإسرائيلية” في إجراء تحقيقات جدية، بل أيضاً حول قدرتها على ذلك.
وأوضحت بشي أن السلطات الصهيونية خلال العقدين الأخيرين، وخاصة منذ عام 2007م، أبقت قطاع غزة مُغلقاً معظم الوقت، ومنعت الفلسطينيين من مغادرة غزة من أجل الفرص التعليمية أو المهنية، ومن زيارة أسرهم والالتحاق بها ومن تلقي الرعاية الطبية، إلا في حالات استثنائية.
ومنذ عام 2008م، لم تحصل “هيومن رايتس ووتش” إلا مرة واحدة على إذن بإدخال موظفين أجانب إلى غزة عبر الكيان، خلال زيارة في سبتمبر 2016م، وصفتها السلطات الصهيونية بالاستثنائية.
كما تطرقت المنظمة في تقريرها إلى القيود التي تفرضها السلطات المصرية على دخول قطاع غزة عبر حدودها، وأشارت إلى أنها لم تتمكن من إدخال موظفيها إلى غزة عبر مصر منذ عام 2012م.
وذكرت المنظمة أن السلطات المصرية تفرض هي الأخرى قيوداً صارمة على التنقل عبر حدودها مع غزة.
من جانبه، نفى مكتب منسق أعمال الحكومة الصهيونية في المناطق الفلسطينية صحة اتهامات المنظمة.
وقال: إن “إسرائيل” تسمح لعدد كبير من النشطاء الحقوقيين بدخول قطاع غزة، وفقاً لما نشرته “الإذاعة الإسرائيلية العامة”، صباح اليوم الإثنين.
وأضاف المكتب: يومياً يعبر ألف شخص حدود غزة لأغراض طبية وأكاديمية وتجارية.
وتعمل المنظمات الحقوقية على التحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبتها “إسرائيل” خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة في السابع من يوليو 2014م، والتي أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد” التي أستمرت 51 يومًا، وأدّت إلى مقتل 2322 مواطناً، وإصابة نحو 11 ألفًا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.