يهب نمل ماتابيلي المنتشر في جنوب الصحراء الكبرى والقانص لدود الخشب، لنجدة جرحاه في «المعارك» ويعيدها إلى قرية النمل «للعناية بها» على ما لاحظ علماء حشرات.
وأوضح هؤلاء العلماء الذين نشر اكتشافهم في مجلة «ساينس ادفانسيز» الأمريكية أن «هذا النمل يشن مرتين إلى أربع مرات في اليوم هجمات على دود الخشب «أرضة» الذي يحول الخشب وكل المواد النباتية الأخرى إلى سكر، ويخرجها على شكل لعاب».
إلا أن هذه الهجمات تواجه بمقاومة كبيرة من دود الخشب المسلح بأفكاك قوية تجرح النمل وتقتله خلال «المعارك».
ومن أجل تقليص الخسائر خلال هذه الهجمات، طور النمل إجراءات اسعاف غير معروفة من قبل لدى الحشرات.
فعندما تجرح نملة تنادي رفيقاتها من خلال إفراز بعض المواد الكيميائية التي تشكل نوعا من نداء استغاثة. وتنقل النملة الجريحة عندها إلى قرية النمل، حيث يمكنها أن تتعافى بعد «معالجتها».
ويقوم العلاج هذا في غالب الأحيان على سحب دودة الخشب التي تكون ما زالت عالقة فيها.
وأوضح إريك فرانك الباحث في جامعة فورسبورغ في ألمانيا وأحد القيمين على البحث «إنها المرة الأولى التي نرصد فيها تصرفا كهذا لدى اللافقريات».
وشدد على أن «هذا الأمر ملفت خصوصا لدى الحشرات الاجتماعية، حيث لا قيمة للفرد كثيرا في العادة».