حذّرت دراسة أمريكية حديثة من أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية مرتبط بتزايد الإصابة بآلام الرقبة وأعلى الظهر، بسبب اتخاذ وضع سيئ للجسم أثناء استخدامها لفترات طويلة.
الدراسة أجراها باحثون بمركز “سيدراس سيناي” الطبي في الولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، اليوم الأحد، في دورية “The Spine” العلمية.
وكشفت الدراسة أن بعض الأشخاص، خاصة صغار السن، الذين لم يكن من المعتاد أن يصابوا بآلام الظهر، يتعرضون للانزلاق الغضروفي ولمشكلات تتعلق باستقامة الجسم عن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية.
وعن السبب في ذلك، وجد الباحثون أن الأشخاص عادة ما ينظرون إلى أسفل أثناء استخدامهم، خاصة عندما يكتبون رسائل نصية بالمقارنة مثلاً بالبحث على الإنترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو.
وبحسب الدراسة، يزن رأس الإنسان عندما يكون في وضع أفقي حوالي 2.5 كيلو جرام، لكن عندما يميل العنق بزاوية 15 درجة يشعر الإنسان بوزن رأس يزيد على 12 كيلوجراماً، ويزيد الضغط على العمود الفقري مع ميل العنق بزوايا أكبر.
ووجدت دراسات سابقة كذلك أن الأشخاص يميلون برقابهم بزاوية 45 درجة ويزداد الأمر سوءاً وهم جالسون بالمقارنة بالوقوف.
وأضافت أن تأثير ذلك على العمود الفقري يزيد مع الأوضاع التي ينثني فيها العمود الفقري بدرجة أكبر.
ويقترح القائمون على الدراسة تغييرات بسيطة في أسلوب الحياة لتخفيف الضغط على الرقبة، مثل حمل الهاتف المحمول أمام الوجه عند مستوى العين أثناء استخدام الرسائل النصية.
وينصح الباحثون أيضًا بأخذ استراحات متكررة أثناء استخدام الهاتف المحمول، وممارسة بعض التمارين التي تقوي عضلات الرقبة والكتفين.
وكانت دراسات سابقة تحدثت عن أضرار الاستخدام المفرط للهواتف الذكية على الدماغ؛ وبالتالي زيادة معدلات القلق والاكتئاب، قال الباحثون: إن المشكلة ليست في الهواتف الذكية، ولكن في طريقة استخدامها بشكل صحيح.
وحذرت الدراسات من أن إفراط طلاب الجامعات في استخدام الإنترنت والهواتف الذكية ينتج عنه زيادة النزاعات العائلية بالمنزل؛ ما يؤثر سلبًا على التواصل بين أفراد الأسرة.