بدأ وفد من وزارة التربية في مدينة رام الله الفلسطينية إجراءات التعاقد مع 180 من المعلمين والمعلمات الفلسطينيين من المتقدمين للتدريس في دولة الكويت في تخصصي الرياضيات والعلوم.
وقالت وكيل وزارة التربية الكويتية المساعد للتعليم العام ورئيسة الوفد فاطمة الكندري لـ”وكالة الأنباء الكويتية”، اليوم الثلاثاء: إن الوفد بدأ إجراءات التعاقد في رام الله أمس الأول الأحد بإجراء اختبار تحريري للمتقدمين يعقبه مقابلة شخصية لاختيار المعلمين.
ووصفت هذه الإجراءات بأنها «بداية تعاون وعهد جديد ونقطة انطلاقة بين دولتي الكويت وفلسطين نحو مزيد من التعاون في السنوات القادمة».
وتحدثت الكندري عن المعلم الفلسطيني، قائلة: إن «له في ذاكرتنا صدى كبيراً وجميلاً، ونحن من تتلمذ على أيادي معلمين فلسطينيين أثبتوا وجودهم في الكويت، ومن خلال هذا الصدى بدأنا بهذه الانطلاقة».
وأعربت عن سعادتها لزيارة فلسطين والاطلاع على الواقع الذي يفرضه الاحتلال، وقالت: إن «الفلسطيني يعيش في سجن كبير وينتقل من مدينة إلى أخرى بصعوبة بسبب الحواجز العسكرية وإجراءات الاحتلال».
من جهته، قال وكيل وزارة التربية المساعد للشؤون الإدارية والتطوير الإداري فهد الغيص: إن الرئاسة الفلسطينية تجري اتصالات مع الجانب “الإسرائيلي” ليتسنى للوفد الذهاب إلى قطاع غزة واستكمال إجراءات التعاقد مع المتقدمين للتدريس هناك.
وأوضح الغيص أن «العقد مع المعلمين والمعلمات غير محدد بسنوات وهو عقد مفتوح ومتى يرغبون في العودة يقدمون استقالتهم».
وأشار إلى أن وزارتي الداخلية والتربية في الكويت تقدمان التسهيلات الكاملة لتمكين المعلمين المتعاقد معهم من استقدام عائلاتهم سواء بعد حصولهم على الإقامة أو بعد انقضاء العام الأول من عملهم في الكويت، مؤكداً في هذا السياق حرص دولة الكويت على توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي للمعلمين المتعاقد معهم ليقدموا رسالتهم كاملة.
وأثنى الغيص على ما قدمته الرئاسة الفلسطينية من تسهيلات لوصول الوفد إلى رام الله والترتيبات التي أعدتها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لإتمام إجراءات التعاقد مع المعلمين المتقدمين، إضافة إلى جهود أركان سفارة دولة فلسطين في الكويت ومنهم مدير العلاقات العامة في السفارة ثائر ناصر لاستكمال مهمة الوفد.
من جهته وصف وكيل وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بصري صالح تعاقد وزارة التربية الكويتية مع معلمين فلسطينيين بأنها «خطوة مهمة ليس على الصعيد التربوي فحسب وإنما على الصعيدين السياسي والمجتمعي أيضاً».
وقال صالح: إن هناك إرثاً مهماً وكبيراً بين دولتي فلسطين والكويت فيما يتعلق بالتعليم خاصة، ونريد المحافظة عليه وتعزيزه لأننا نفتخر بوجود المعلم الفلسطيني في الكويت كما هو الكويتي فخور بصورة المعلم الفلسطيني.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام المزيد من التعاون بين دولتي فلسطين والكويت، ليس فقط في المجال التعليمي، وإنما في توفير وظائف في قطاعات أخرى للخريجين الفلسطينيين الذين يرغبون في العمل في الكويت، مشيداً في الوقت نفسه بأيادي الكويت البيضاء في فلسطين.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني رامي الحمد الله التقى الوفد الكويتي وأكد في بيان عمق العلاقات التي تربط البلدين، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الخطوة باكورة تفعيل التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وتقدم الحمد الله بالشكر لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً على الدعم المتواصل الذي تقدمه لفلسطين في مجالات عدة.
وجدد دعوته إلى الأشقاء العرب والمسلمين لزيارة فلسطين لما في ذلك من دعم لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
يذكر أن وفد وزارة التربية الكويتية المكون من 9 أشخاص كان وصل إلى رام الله الجمعة الماضية، ومن المقرر أن يعود إلى الكويت السبت القادم بعد الانتهاء من إجراءات التعاقد مع المعلمين الفلسطينيين.