يعيش الطفل السوري خالد جمعة (9 أعوام) في مخيم عشوائي تنعدم فيه مقومات الحياة، لكن معاناته لا تقتصر على هذا الوضع، إذ تمتد إلى أصابته بمرض في قدميه يتفاقم يوما بعد آخر، ويحتاج إلى علاج خارج بلده، الذي يشهد حربا منذ أكثر من ست سنوات.
عائلة خالد، المؤلفة من 12 فردا، اضطرت إلى النزوح من ريف حلب الشمالي، قبل نحو عام ونصف العام؛ هرباَ من قصف النظام والقصف الروسي، حيث لجأت إلى أحد المخيمات العشوائية في تلال مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي شمالي سورية.
الطفل خالد يعاني من قصر في أعصاب القدمين وتورمهما، وبدأت الأعراض تظهر عليه قبل نحو أربع سنوات، ثم ساءت حالته أكثر بمرو الوقت، حتى أصبح عاجزا عن المشي تماما، حيث تقوم عمته واخوته بنقله من مكان إلى آخر، بعد أن توفيت والدته.
ولعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة لحالته في مناطق المعارضة السورية يحتاج خالد إلى الحصول على علاج خارج سورية، بينما يقف والده العاطل عن العمل عاجزا عن فعل أي شيء أمام تدهور حالة طفله.
ويقضي خالد معظم يومه خارج المخيم وهو ينظر إلى الأطفال وهم يلعبون، دون أن يتمكن من مشاركتهم، إلا أن بعضاَ من أصدقائه يجتمعون حوله من حين إلى آخر، ربما في محاولة لمواساته.
والد خالد، ويدعى محمد حسن جمعة، قال لـ”الأناضول”: إن “خالد ولد طبيعيا.. لم يكن يبدو عليه أي شيء.. لكن عندما بلغ الخامسة من عمره بدأت قدماه تتورم”.
الأب تابع أنه: “في البداية أعتقدت الانتفاخ أمرا عرضيا ناجما عن تقلص العضلات، لكن مع الزمن زاد الورم وقصرت أعصاب القدم؛ ما أضطر خالد إلى المشي على أصابع قدميه حتى فقد القدرة تماما على المشي”.
وبحزن ممزوج بعجز، مضى قائلا: “نحاول أن نخرجه خارج سورية، إلا أن ذلك يكلف كثيرا، وهو ما لا نقدر عليه.. ابني عاجز الآن عن المشي، ويحتاج إلى من يحمله بشكل دائم لنقله من مكان إلى مكان”.
خالد من جانبه لديه أمنية واحدة: “أريد أن أصبح قادرا من جديد على المشي واللعب والركض مثل بقية الأطفال”.
لكن، وفي ظل عجز أسرته المالي، لا يزال الطفل السوري العاجز عن المشي يفترش ساحة المخيم العشوائي، ولديه أمل في أن يتلقى العلاج قبل أن تتلاشى الآمال في شفائه، ويتحول إلى مقعد طيلة عمره.