تزايدت وتيرة القلق والخوف لدى عائلات الأسرى مع دخول إضراب الكرامة اليوم الـ24، فالمشاعر متأججة ولا طعم للحياة مع تزايد الخطر على الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ السابع عشر من أبريل الماضي، ويشارك في معركة الإضراب عن الطعام قرابة الـ1700 أسير من نخبة الحركة الأسيرة وقادتها.
منازل خاوية
أصبحت منازل عائلات الأسرى خاوية، لتنقل أفرادها بين مقرات الصليب الأحمر وخيام التضامن والنوم خارج المنزل.
لطيفة طبلت من مدينة نابلس والدة الأسير وائل طبلت، قالت لـ”المجتمع”: نمت على رصيف دوار نابلس أربعة أيام تضامناً مع ابني وائل المحكوم بالسجن المؤبد، وأمضى 14 عاماً في الأسر حتى الآن، ومستعدة للنوم طوال أيام الإضراب في خيمة الاعتصام وفي الشارع حتى يسمع القاصي والداني عذابات عائلات الأسرى الذين يشاهدون موت أولادهم المحقق بدون أي تدخل من أي جهة.
وقالت الحاجة لطيفة: أنا أضربت خمسة أيام اقتربت من الموت، فكيف بأسرى يدخلون اليوم الـ24؟ ماذا ننتظر؟ ومن خلال جريدة “القدس” أقول لكل العناوين: كفى كفى، فالأسرى دخلوا مرحلة الخطر.
ملل من الحديث
في منزل الأسير المريض عثمان يونس في قرية سينيريا ومع دخول الأسرى يومهم الـ24 كانت لغة الدموع والقلق والخوف وعدم الرغبة في الأكل هي المشاهد السائدة، ولا يستطيع أفراد العائلة الحديث إلا بعد عناء طويل، فقد أصابهم الملل من الحديث عن معاناتهم كما قالوا لـ”المجتمع”.
منال يونس شقيقة الأسير عثمان تطوعت للحديث مع “المجتمع” بعد محاولة إقناع لإيصال صوتها وقالت: نحن نعيش حياة لا توصف، فالإنسان يخاف ويقلق لحظة أو ساعة أو يوماً، بينما قلقنا كعائلات أسرى يمتد إلى سنوات، وفي لحظة الإضراب يشتد علينا الألم والخوف، فحال الأسرى في يومهم الـ24 غاية في السوء، والتقصير أصبح واضحاً من قبل الجميع، فالحياة الطبيعية للشعب الفلسطيني يجب ألا تستمر كالمعتاد، فحياة الأسرى لا تسير كالمعتاد، وعلى الكل الفلسطيني العيش لحظات المساندة بكافة أنواعها.
لا أحد يشعر بحالنا
أما هيام يعقوب (أم محمد) والدة الأسيرين أنس، ويوسف شاكر من رام الله قالت في اتصال هاتفي مع مراسل “المجتمع”: لا أحد يشعر بحالنا من المرارة والحزن والخوف والقلق، فلا أخبار عنهم، وما يصلنا لا نعرف مدى صحته، وآخر محطة اعتقال لهم كانت في سجن عوفر، ولا نعلم في هذا الوقت أين يقبعون وفي أي عزل، ولن أتوقف عن الإضراب عن الطعام مهما كانت النتائج، حتى يتم الإعلان عن انتصارهم في هذه المعركة القاسية.
طفلة تتضامن مع والدها
وتقول سهام حطاب (أم إياد) والدة الأسير إياد عناية من قلقيلية في حديث مع “المجتمع”: حفيدتي الطفلة ملاك 9 سنوات تضامنت مع والدها بالشروع في إضراب جزئي، وأخبرتنا جميعاً أنها لن تأكل تضامناً مع والدها، وأنا لا أعرف للنوم طريقاً، فدخول الإضراب مرحلة متقدمة؛ يعني أننا بدأنا نخسر أسرانا ونحن نتفرج عليهم، وأحاول مواساة نفسي بأن الأسرى يتحملون، إلا أنني أعود إلى مربع الخوف والقلق عليهم، فهم في جوع متواصل وتنكر لحقوقهم وعزل لهم، فالذي يزيد من عذاباتنا قطع الأخبار عنهم بشكل تام، وهذا الأمر مقدمة سيئة، فالاحتلال يمارس إجراءات عنصرية وأمنية لا توصف مع أسرى أصبحت أجسامهم لا تقوى على الحراك، فهم في حالة سكون ويتعرضون لعذاب نفسي وعزل جسدي.
وأضافت أم إياد: أصبحت أرغب خيمة التضامن أكثر من منزلي، فهي تشبه خيمة السجن التي يسكنها ابني المحكوم 7 سنوات.