وجد بحث أجراه أستاذ في جامعة ولاية إلينوي أن الآباء الذين يقولون: إنهم يفشلون في الحد من تضييع وقتهم في النظر إلى الهواتف والأجهزة اللوحية وغيرها من الأجهزة التكنولوجية لديهم، الأطفال يُظهرون مشكلات سلوكية أكثر من غيرهم من بينها البكاء أو السلوكيات السلبية الأخرى.
وقال براندون ماكدانييل، أستاذ مساعد في علوم الأسرة والاستهلاك، ومؤلف دراسة من المقرر أن تنشر هذا الأسبوع في مجلة “علم تنمية الطفل”: نحن بحاجة إلى دراسة نقدية لاستخدامنا الأجهزة، دعونا نضع في اعتبارنا كيف يمكن للهواتف أن تؤثر علينا، حتى نتمكن من أن نتحكم في هواتفنا بدلاً من أن تتحكم هواتفنا فينا.
وقد قام ماكدانيل بمسح على 170 من الآباء والأمهات في جميع أنحاء الولايات المتحدة – معظمهم متزوجون، وكلهم في علاقات طويلة الأمد – على “التكنولوجيا”، أو كيف تؤثر التكنولوجيا على التفاعلات بين الآباء والأطفال، وقال ماكدانيل: إن الدراسة هي الأولى من نوعها في مجال البحث الذي يستكشف تأثير التكنولوجيا على العلاقات بين الناس.
وأظهرت النتائج أن الآباء والأمهات الذين أبلغوا عن مشكلات أو إدمان في استخدام التكنولوجيا يتفحصون الهواتف في كثير من الأحيان، ويشعرون بالضياع بدونها أو يتحولون إلى الهواتف المحمولة عندما يشعرون بالوحدة، أفادت أيضاً أن علاقاتهم مع أطفالهم كانت تصل لحد الانقطاع، وقال مكدانيل: إن الانقطاعات أدت إلى أن يتصرف الأطفال بشكل غير صحي أو يظهرون سلوكاً عدائياً أو نوبات من صراخ.
وقد أجري ماكدانيل، الذي يتصدر موقعه الإلكتروني شعار “العمل على جعل الأسر أقوى”، أبحاثاً سابقة أظهرت أن الأمهات في علاقات الأبوة والأمومة أقل رضا في علاقتهن عندما يتعاطون قدراً أكبر من التكنولوجيا.
وأشار إلى أن هدفه ليس جعل الآباء يشعرون بالذنب إزاء عاداتهم، وإنما لمساعدة الجمهور على أن ينتبه للطريقة التي تغير بها التكنولوجيا سلوكياتنا.
وقال مكدانيل: هذا هو واقعنا، وقد صممت هذه الأجهزة لاستيعاب اهتمامنا، نعم.. يمكن أن تشتتنا أحياناً، ولكن نحن بحاجة إلى محاولة الحد من تلك الانحرافات، مدركين أن أطفالنا لن يبقوا صغاراً.
وقال سكوت ليفين، طبيب الأسرة ومدير برنامج الاستقرار في طب الأسرة في عيادة غرب سوبربان الطبية في أوك بارك: إن هذه النتائج هي التي ألهمته لبدء الحديث مع المرضى حول عيوب قضاء الوالدين وقتاً أمام شاشة، فغالباً ما ينتبه الآباء فقط لقواعد تنظيم الأطفال للوقت الذي يقضونه أمام الشاشة، ولا يفكرون في الوقت الذي يقضونه هم.
ويضيف ليفين أن الآباء يراقبون أبناءهم، ولا يراقبون أنفسهم، وإذا لم نكن على دراية، كآباء، بأن نقدم المثل والقدوة، فسندفع ثمناً غالياً.
المصدر: Chicagotribune