أعلن مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي في تونس عن برنامج كفالة اليتيم؛ حيث قامت الهيئة باعتماد كفالة 600 يتيم، وعدد من البرامج والأنشطة، جاء ذلك في ندوة صحفية عقدتها الهيئة وحضرها نائب رئيس مجلس نواب الشعب الشيخ عبدالفتاح مورو، وفايزة القلال، نيابة عن وزير التكوين المهني والتشغيل، وممثلين عن جمعيات تنموية وخيرية وعدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام.
حق معلوم
نائب رئيس مجلس نواب الشعب، الشيخ عبدالفتاح مورو، أكد في كلمته على أن ما يعرف بسد الخلة، أو سد حاجات الناس والوقوف إلى جانبهم مما فرضته الشريعة واتسمت به الإنسانية، هو دين وعبادة، وحق للمحتاج “في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”.
وذكر ما روي عن السيدة خديجة عندما عاد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء بعد أن كلمه جبريل: “كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”، وأن “الإنسان لا يعد إنساناً إلا إذا عاش لغيره، لأن من يعيش لنفسه يحقق مرتبة أقل يلتقي فيها مع سائر المخلوقات الأخرى، لكنه يسمو فوق الغريزة عندما يفكر في غيره ويقي النفس شحها”.
كفالة الأيتام
وقال مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في تونس، حامد الربوعي في كلمة الافتتاح: تم اعتماد 600 يتيم، وسيتم خلال الأيام القادمة توزيع مخصصات 200 يتيم، منهم 160 يتيماً تابعين لجمعية حضن اليتيم بقفصة، و40 يتيماً تابعين لقرية الأطفال، وسيتم العمل على أن يتم استكمال كفالة العدد الباقي.
سعيدة بن نصر، من جمعية حضن اليتيم، والتي حصلت على كفالة لـ160 يتيماً حيث تأسست الجمعية بعد الثورة سنة 2011م، حيث ترعى 350 عائلة و450 يتيماً، وتقدم للأيتام 50 ديناراً لكل يتيم شهرياً، مع كسوة العيد وقفة رمضان وحقيبة المدرية، بينما تقدم 100 دينار لكل عائلة من العائلات المذكورة، ذكرت بأن لفتة هيئة الإغاثة ستشجعها على توسيع نشاطها وإحداث دار للأيتام، بالتعاون مع أهل الخير وهيئة الإغاثة، أما ممثل جمعية الكلمة الطيبة، الهادي هماني، فقد أشار إلى أن جمعيته تعتزم توزيع 500 قفة في رمضان، و100 إفطار جماعي و200 كسوة للعيد.
برنامج قفة رمضان
من البرامج الموسمية التي تنفذها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، برنامج قفة رمضان؛ حيث أشار الربوعي إلى أنه يتم توزيع ما يقارب ألف قفة من قفاف رمضان بالتنسيق مع عدد من الجمعيات المتعاونة مع الهيئة مثل جمعية” الكلمة الطيبة”، و”جمعية حضن اليتيم”، وجمعية “عناية”، إضافة إلى و”دادية وزارة التشغيل والتكوين المهني”، وأن الهيئة ساهرة على سلامة وصول العدد المذكور إلى مستحقيه.
كبش العيد
تقوم هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بشراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها على المحتاجين في عيد الأضحى المبارك، وتنفيذ مشروع برنامج كبش العيد؛ وفي هذا الإطار أكد الربوعي أنه تم التواصل مع القائمين على شركة اللحوم التونسية الذين رحبوا بالتعاون مع الهيئة.
جهاز طبي
وفي إطار الرعاية الصحية، أوضح الربوعي بأنه تم الاجتماع بالمسؤولين في الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري؛ وذلك للتنسيق من أجل تنفيذ بعض الدورات الصحية والتوعوية للأم والطفل إضافة إلى تأمين بعض احتياجات المركز من أجهزة طبية، كما قامت الأمانة العامة لهيئة الإغاثة العالمية بتأمين جهاز “ألترا ساوند” الذي سيتم شحنه قريباً إلى تونس.
التكوين المهني
وفي هذا المجال ذكر الربوعي أن هناك اتصالات مع وزارة التكوين المهني والتشغيل لبعث مشاريع خاصة بالتكوين المهني في بعض الأرياف، ومن ذلك معهد المكفوفين، وأن هناك دراسة تعد لهذا المشروع.
ممثلة وزارة التكوين المهني والتشغيل فائزة القلال، دعت لتوثيق الصلة بين الهيئات والأطراف الاجتماعية والمصالح العمومية بما يخدم الصالح العام، وذلك للحد من مشكلات البطالة والفقر، مستشهدة بما يحدث في تطاوين؛ حيث تتصدر معدلات البطالة في تونس، وتحدثت عن جهود الوزارة من خلال عقد الكرامة الذي يشمل جميع الولايات، وأكدت أهمية التدريب لمواجهة مشكلات الفقر والتهميش والولوج إلى سوق العمل، وأشادت في هذا الإطار إلى المشاريع الصغرى التي يحصل عليها المتدربون من أجل التغلب على البطالة.
حفر الآبار
الربوعي تطرق في كلمته إلى وجود مساعٍ لإعداد دراسات خاصة بالمناطق التي تحتاج لآبار سواء سطحية أو عميقة، وهناك طلبات لبناء خزانات ماء لصالح بعض المدارس.
نشاطات سابقة
تجدر الإشارة إلى أن مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية قام العام الماضي بتوزيع 600 بطانية في كل من سليانة وباجة وجندوبة والقيروان وسيدي بوزيد، كما قامت الهيئة بتنفيذ برنامج قفة رمضان حيث تم توزيع ما يقارب 200 سلة رمضانية على الأسر المحتاجة، وذلك بالتعاون مع “الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي”.
إشعاع دولي
وتعتبر هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي ومقرها المملكة العربية السعودية، إحدى المنظمات الدولية من بين الهيئات الدولية المعتمدة؛ إذ إنها عضو بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، ولديها ما يقارب 40 مكتباً وممثلية حول العالم، وتقوم على خدمة المحتاجين في كل مكان، وتعمل الهيئة على تنفيذ برامج مختلفة، منها الموسمي مثل قفة رمضان وكبش العيد، ومنها الرعاية الاجتماعية وأهمها كفالة الأيتام، علاوة على برامج التنمية المستدامة كبرامج التكوين المهني ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.