تعرّض بريد السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، للاختراق من قبل مجموعة إلكترونية تطلق على نفسها “غلوبال ليكس”، إذ تمّ تسريب الكثير من الرسائل بالغة السرية، التي تضمّنت صيغاً تسيء إلى دولة قطر وتركيا، وبينما انشغل المعلّقون بمضمون الرسائل، تساءلوا أيضاً عن مصدر الاختراق ومن هي الجهة التي تقف وراءه وكيف حصل؟
في الأصل، ليست “غلوبال ليكس” مجموعة من القراصنة، بل في الحقيقة هي عبارة عن برنامج مجاني يدعم كل من يسعى لنشر وثائق معينة، وأغلب مستخدميه من ناشطي حقوق الإنسان ومحامين وخبراء في الأمن المعلوماتي.
ولم تُعرف بعد هوية الجهة المسربة التي تعاونت مع المنصة المجانية، وكل ما هو معروف حتى الآن هو أن المسرّبين استخدموا نظام بريد إلكتروني روسياً يحمل اسم DC Leaks- The Lobbyist Edition Part 1، وهو مرتبط بمنصة وهمية تأسست خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل استهداف هيلاري كلينتون، وفق صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية.
كما يربط القراصنة أنفسهم بـ”دي كليكس”، وهو موقع إلكتروني تديره روسيا؛ وهو ما يعني أن قراصنة العتيبة إما مرتبطون بروسيا، أو يحاولون إعطاء الانطباع بأنهم تابعون لها.
وتم إرسال عيّنة صغيرة من الرسائل الإلكترونية، التي سُرّبت من بريد العتيبة (hotmail) إلى وسائل الإعلام، بما في ذلك موقع “إنترسبت” الأمريكي، و”هاف بوست”، و”ديلي بيست”، وتم نشر جزء منها يوم أمس السبت.
وأكد موقع “إنترسبت” الأمريكي أن البريد هو الذي استخدمه العتيبة في معظم أعماله في واشنطن، بناءً على تأكيدات من موظفة في السفارة الإماراتية.
وأوضحت «دايلي بيست» أن الناطقة باسم السفارة الإماراتية في واشنطن، لمياء جباري، أكدت أول من أمس، أنه تمَّ اختراق البريد الإلكتروني للسفير العتيبة.
وقالت جباري: إن البريد الإلكتروني المسجل على موقع «hotmail» يعود فعلاً للعتيبة، مؤكدة أنها لم تعلم بموضوع الاختراق قبل اتصال الصحيفة، غير أنها تعتقد أنهم ليسوا الوحيدين الذين حصلوا على الوثائق المسربة.
وبحسب «دايلي بيست»، فإن هوية القراصنة غير مؤكدة، ذلك أنها تلقت من بريد إلكتروني مجهول رسالة إلكترونية تحت عنوان: «DC Leaks- The Lobbyist Edition Part 1»، في إشارة إلى موقع «دي سي» للتسريبات، الذي تأسس قبل عام والمتخصص في نشر وثائق مقرصنة من بريد مسؤولين أمريكيين.
وتقول الصحيفة الأمريكية: إن العينة المقرصنة تضم 55 صفحة من الوثائق التي يبدو أنها صورت بواسطة كاميرا رقمية، ويعود تاريخ أول رسالة إلى العام 2014م، وآخرها إلى الشهر الماضي.
وحذر إعلاميون خليجيون من أن تؤدي تسريبات بريد السفير الإماراتي في واشنطن إلى الإضرار بمجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى حد تفككه، وقالوا: إن المجلس بات على المحك، معتبرين أن اتهام دول خليجية بدعم الإرهاب أمر مؤلم للغاية.
وأعلن ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد، أن العمل الجماعي الخليجي إطار يضمن أمن واستقرار دول الخليج ومصالحها العليا.
وبعد لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في جدة، أمس الأول، قال بن زايد: إن الإمارات والسعودية تقفان معاً في خندق واحد في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه دول المنطقة.