– مطلوب تأسيس مجلس إسلامي موحد لكل المنظمات الإسلامية في كل بلد أوروبي
كغيره من المجتمعات الغربية، ومع دخول شهر رمضان، تشغل المجتمع المسلم السويسري بمختلف شرائحه همومٌ وقضايا يسعى للاهتمام بها وحلها خلال شهر الصوم، الذي يمثل موسماً سنوياً للتلاقي والارتقاء بالهوية والروح الإسلامية فيما بينهم.
حول أبرز هذه الهموم وتلك القضايا التي تشغل نحو 400 ألف مسلم سويسري (4.5% من تعداد سكان البلاد)، وكيفية التعاطي معها وحلها؛ كان لـ«المجتمع» هذا الحوار مع د. باشكيم علي، رئيس مجلس اتحاد أئمة الألبان في سويسرا، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- ·ما أبرز القضايا التي تشغلكم في سويسرا مع دخول رمضان؟ وما رؤيتكم الخاصة للتعامل معها؟
– مع دخول شهر رمضان تشغلنا قضايا عدة يمكن ترتيبها ضمن عدة مستويات:
فعلي مستوى البرامج والأنشطة؛ من أبرز القضايا التي تشغل الدعاة ورؤساء المراكز الإسلامية وضع خطط لنشاطات ثقافية تتعلق بالجماهير، وتفعيل اهتمامهم بقضايا الدين والواقع، تكون سهلة للتنفيذ وقادرة على تحقيق الأهداف؛ وذلك بسبب تأخر وقت صلاة العشاء في هذه المرحلة من السنة في الدول الغربية.
وهذه المشكلة يمكن أن تحل بنقل مؤقت إلى تفعيل الدعوة والأنشطة الثقافية والدينية خلال رمضان عن طريق الشبكات الاجتماعية.
بينما على مستوى البلد؛ فمن أكبر القضايا وأشدها تأثيراً في المجتمع المسلم السويسري هي قضية تحديد دخول شهر رمضان، ويوم عيد الفطر؛ وذلك لعدم تبني كل مسلمي سويسرا موقفاً موحداً حول هذه القضية، فالمسلمون العرب في الأغلب يتابعون السعودية، بينما مسلمو البلقان وتركيا يتابعون إدارة الشؤون الإسلامية في تركيا.
وأرى أن هذه المشكلة التي لا حل لها حتى اليوم يمكن أن تضبط عن طريق تأسيس مجلس إسلامي موحّد لكل المنظمات الإسلامية في كل بلد أوروبي، ويكون القرار على الأمور المذكورة مقبولاً من جميع أو معظم المنظمات الإسلامية في البلد الأوروبي المعني.
- ·وما أبرز ما يشغل اهتمام مسؤولي المساجد والمراكز الإسلامية خلال رمضان؟
– على المستوى المحلي؛ لكل مسجد أو مركز إسلامي، من أبرز القضايا التي تشغلهم هي الصلاة جماعة في الساعات المتأخرة من الليل؛ لأن عدداً كبيراً من المساجد يتواجد في أحياء سكنية، حيث إن السويسريين من غير المسلمين يريدون الهدوء في الساعات المتأخرة من الليل، وبسبب كثرة الناس ورفع الصوت في الخارج تتقدم شكاوى من السكان الذين يعيشون حول المسجد، وفي هذا السياق ينبغي أن تُذكر مسألة مواقف السيارات التي تمثل المشكلة الأولى الأكثر نقاشاً من قبل المنظمات الإسلامية وجيران المساجد قبل بدء رمضان.
وهذه المشكلة تحل عن طريق توفير محيط مناسب للمسجد؛ بحيث لا تسبب مشكلات للآخرين، والتوعية الجادة للمصلين بأهمية التزامهم بقوانين البلد، ومراعاة عقلية السكان وعاداتهم وطريقة حياتهم.
- ·كيف تقيّمون مستوى التنسيق بين المؤسسات الإسلامية السويسرية في رمضان؟ وبرأيكم ما المطلوب للارتقاء بهذا التنسيق؟
– حقيقة يشغلنا همّ التنسيق والتعاون الجاد والفعّال والمؤثر بين المراكز الإسلامية أثناء شهر رمضان، حيث لا يوجد تنسيق بين المراكز الإسلامية على مستوى كل مدينة.
وهذه المشكلة يمكن أن تحل بعمل جاد من قبل الدعاة ورؤساء المنظمات الإسلامية لجمع شمل المسلمين، والتعاون فيما بينهم، وإقامة قنوات اتصال بين المنظمات الإسلامية المختلفة.
- ·ما أبرز الإشكاليات التي تواجه المواطن السويسري المسلم خلال رمضان؟ وكيف يمكنه التعامل معها؟
– هناك مشكلة مهمة تواجه المسلم السويسري في رمضان حينما يأتي خلال أشهر الصيف، وهي مسألة التوفيق بين التزامات العمل من ناحية، وصلاة العشاء والتراويح جماعة في المسجد في ساعات متأخرة.
ويمكن أن تحل هذه المشكلة بترتيب العطلة السنوية في شهر رمضان، أو طلب رخصة للعمل بجدول مختصر خلال شهر رمضان، أو الانتقال بالسكن قريباً من المسجد إذا كان ممكناً له.
- ·وهل هناك مشكلة تواجهه كذلك في عيد الفطر؟
– هذه مشكلة أخرى تتمثل في محاولته الحصول علي يوم عطلة ليقضي العيد مع أسرته، وهذه المشكلة تواجه البعض فقط وليس جميع المسلمين في سويسرا؛ لأن كثيراً من المؤسسات هنا تسمح للمسلمين بعدم الحضور للعمل يوم العيد، لكن من ناحية أخرى يواجه كثير من المسلمين صعوبة في الحصول علي إذن للبقاء مع العائلة في يوم العيد.
وهذه المشكلة ليست في يد المسلمين؛ بل هي من صلاحيات صاحب الشركة؛ لذلك فحل هذه المشكلة يكون بترتيب مبكر مع المسؤولين فيما يتعلق بيوم العيد.