تتعمد مصلحة السجون “الإسرائيلية” في شهر رمضان مضاعفة عذابات الأسرى أثناء نقلهم بقفص حديدي يطلق عليه البوسطة من سجن إلى آخر أو من السجن إلى المحاكم العسكرية في عوفر وسالم.
محررون ومن هم داخل الأسر تحدثوا لـ”المجتمع” عن عذابات البوسطة في شهر رمضان، فهي مؤلمة في غير رمضان فكيف بأسير صائم يزج به في قفص حديدي مع معتقلين جنائيين من اليهود أصحاب ملفات إجرامية مرعبة.
عذاب النقل
يقول المحرر أمير يامين (22 عاماً) الذي تحرر في بداية شهر رمضان بعد اعتقال لمدة 45 شهراً: الاحتلال لا يراعي حرمة شهر رمضان وخصوصيته بالنسبة للأسرى، فالنقل في البوسطة لا يتوقف في رمضان ويكون في صورته الأسوأ، كون السجانين المرافقين من فرقة النحشون يتعمدون الأكل والشرب أمام الأسرى والاقتراب منهم بشكل متعمد واستفزازي.
معتقلون جنائيون
ويتابع المحرر يامين حديثه: المصيبة في البوسطة في شهر رمضان وجود معتقلين جنائيين من اليهود الذين يدخنون ويأكلون أمام الأسرى الفلسطينيين المتواجدين معهم في ذات القفص وعلى المقاعد الحديدية، ويقوم عدد من المعتقلين بالمجاهرة والتلذذ بالدخان والطعام الذي يكون معه، وهذا الأمر يزيد من غضب الأسرى، وتحدث مشادات بينهم وبين السجانين والمعتقلين الجنائيين، وتكون الأجواء مشحونة لدرجة أن كل أسير يكون في وضع نفسي لا يحسد عليه.
البوسطة مرهقة في رمضان
أما المحرر محمد سامح عفانه (43 عاماً) الذي أمضى قرابة 10 سنوات في الأسر يقول: قضية البوسطة في شهر رمضان مرهقة على الأسير، فوحدة النحشون في شهر رمضان تتساهل مع المعتقلين الجنائيين في الدخان الذي هون في الأصل ممنوع في البوسطة بهدف إيذاء الأسرى القادمين من مسافات بعيدة، ويكون الأسوأ من البوسطة المعابر التي ينزل بها الأسرى أثناء رجلة البوسطة التي تستمر عدة أيام، حيث لا توجد في المعابر مقومات الحياة وهي خالية من كل شيء.
أسرى داخل قفص في قفص
وتطرق المحرر عفانة إلى قضية القيود التي توضع في قدمي الأسير ويديه قائلاً: حتى الأسير داخل البوسطة مقيد، ومن الأسرى الذين يعتبرهم الاحتلال أصحاب ملفات أمنية ثقيلة يوضعون داخل قفص البوسطة الداخلي وليس في مقاعد الحافلة المفتوحة على بعضها بعضاً، وهناك يكون وضع الأسير قاسياً فهو في قفص داخل قفص مثل القبور ولكنها متحركة وبداخلها أحياء.
الأسيرات أكثر تأثراً
المحررة منى قعدان من جنين التي أمضت أكثر من 7 سنوات في الأسر تقول عن بوسطة شهر رمضان في حديث معها: النقل في البوسطة في شهر رمضان للمحاكم العسكرية، كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، فأفراد وحدة النحشون لهم دور انتقامي، والتلفظ بألفاظ نابية بصوت مرتفع فيما بينهم، والأسيرات أكثر تأثراً بعملية النقل في البوسطة في شهر رمضان، فأجسادهن لا تحتمل عذابات النقل الطويل وعلى مراحل داخل معابر تشبه القبور بداخلها.