أشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال ثنائيي اللغة أفضل في التعرف على الأصوات، وقد تم ربط ذلك بتحسن القدرة على حل المشكلات، وزيادة التركيز، وتحسين المهارات متعددة المهام، وبعض الدراسات تشير إلى أنه يمكن أن تكون سبباً في تأخير الخرف لمدة تصل إلى 4 سنوات.
والآن لديك سبب آخر لتكون سعيداً إذا كنت تستطيع التحدث بأكثر من لغة واحدة، مع الدراسة الجديدة التي تشير إلى أن الأطفال ثنائيي اللغة أفضل في التعرف على الأصوات.
وتشير الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية ثنائية اللغة، إلى أن الأطفال ثنائيي اللغة أفضل من أقرانهم أحاديي اللغة في إدراك المعلومات حول من يتحدث.
وقالت سوزانا ليفي، أستاذ مساعد في العلوم التواصلية في جامعة نيويورك ستينهاردت: إن معالجة اللغات هي مهارة مهمة للأطفال وعنصر مهم من عناصر التواصل، والتي تتطور حتى قبل أن يولد الأطفال.
وتضيف: لدى الأطفال ثنائيي اللغة ميزة إدراكية عند معالجة المعلومات حول صوت المتكلم، وهذه الميزة موجودة في الجانب الاجتماعي من تصور الكلام، حيث التركيز ليس على معالجة المعلومات اللغوية، ولكن بدلاً من ذلك على معالجة المعلومات حول المتحدث، فالكلام يحمل في وقت واحد معلومات حول ما يقال ومن يقول ذلك.
وقد طلب منهم إكمال سلسلة من مهام الاستماع، في إحداها، استمعوا إلى أزواج من الكلمات بلغة عرفوها ولغة غير مألوفة، ثم سئلوا عما إذا كان الكلام يتحدث من قبل نفس الأشخاص أو أشخاص مختلفين.
واتضح أن الأطفال ثنائيي اللغة كانوا أفضل بكثير في التعرف على من كان يتحدث.
الدراسة هي اختبار قوي لمزايا ثنائية اللغة لأنها تبحث عن الاختلافات في كل من اللغة المألوفة لجميع المشاركين والأخرى غير المألوفة لهم، تقول ليفي: الميزات المتعلمة من ثنائية اللغة تظل موجودة حتى في اللغة غير المألوفة للأطفال.
وهناك أسباب قليلة لماذا لا يحدث هذا في اللغة الأم؟ تقول ليفي: قد يعود ذلك إلى الخبرة المضافة بلغتين لدى الأطفال في الاستماع إلى الأصوات.
أو، كما تقول، قد يكون لديهم قدرة أفضل على السيطرة المعرفية والتركيز أو إدراك اجتماعي أفضل.
في حين أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لشرح لماذا يعد الأطفال بلغتين أفضل وأسرع في تعلم الأصوات المختلفة، إلا أن دراستنا توفر مثالاً آخر على فوائد التحدث وفهم لغات متعددة.