لم يكن اللقاء معه في منزله في سلوان، بل كان بساحات المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، المحرر إبراهيم العباسي من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى يتحدث في لقاء معه عن أول رمضان له داخل المسجد الأقصى، بعد غياب استمر أكثر من 18 عاماً في الأسر بتهمة الانتماء لحركة “حماس” والقيام بعمليات مقاومة للاحتلال.
شعور لا يوصف
آثر المحرر إبراهيم العباسي أبو علي الحديث عن مشاعره الجياشة وهو يجتمع مع أصدقاء الأسر من القدس والضفة الغربية في ساحات المسجد الأقصى يتناول الإفطار معهم، بعد أن كان الإفطار في الأسر أكثر من 18 مرة على مدى سنوات الأسر.
يقول المحرر أبو علي: لم يغب الأقصى عني طوال سنوات الأسر، فهو في القلب لا يفارقه ولو لحظة، وأول عمل قمت به بعد التحرر الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه، فهو العزيز الساكن في القلوب، وكل الأسرى المسرى في قلوبهم ووجدانهم لا يفارقهم، وأعمالهم الفنية معظمها عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.
الإفطار في الأقصى
منذ حلول شهر رمضان عام 2017م وأنا أتعمد الإفطار في ساحات المسجد الأقصى، وألتقي مع زملاء الأسر من القدس والضفة والداخل، فكما الأسر والسجن جمّعنا فيه، فالمسجد الأقصى يجمّعنا بعد تحررنا من الأسر، يقول أبو علي.
غياب وتغييرات مرعبة
يتحدث المحرر أبو علي العباسي عن 18 عاماً من التغيير في مدينته سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، وعن واقع المسجد الأقصى من التهويد والاقتحام والسيطرة “الإسرائيلية”.
يقول المحرر العباسي: أبدأ من المسجد الأقصى، فالاحتلال يحاول فرض سيادته المطلقة على المسجد الأقصى والتحكم بسير الحياة فيه، وهذا ما يؤلمني، فقد اعتقلت قبل أن تكون الكلمة الأولى للاحتلال، فالأوقاف كانت صاحبة السيادة والقرار، واليوم ضباط الشرطة يفرضون على المسجد الأقصى واقعاً تهويدياً من حيث الاقتحامات وممارسات تلمودية داخل المسجد الأقصى، فالأقصى واقعه حزين جداً، أن يتحكم به ما يسمى بضباط الهيكل المزعوم، فهذه الطامة الكبرى.
وأضاف: وفي بلدتي سلوان صاحبة الشرف في الدفاع عن المسجد الأقصى، يستهدفها الاحتلال بالاستيطان، والتهويد، فقبل اعتقالي لم يكن هناك أي مستوطن، ولم أكن أتخيل أن يكون في سلوان مستوطنون يشاركوننا أرضها وماءها، واليوم هناك غزو استيطاني لمدينة سلوان التي يصل عدد سكانها ما يزيد على 65 ألف مواطن مقدسي، والاحتلال يسيطر على قلبها ويحاصرها، ويبني فيها أحياء استيطانية، وعين سلوان التي كنا نسبح فيها ونحن صغار يسيطر عليها، كي ينطلق من قلب سلوان إلى المسجد الأقصى من الأسفل بحفرياته الهدامة التي تهدف إلى استهداف أركان المسجد الأقصى.
الأسرى والمسرى
يقول المحرر أبو علي: قضية الأسرى والمسرى توأمان لا ينفصلان عن بعضهما بعضاً، فما يصيب المسرى يصيب الأسرى، ورسائل الأسرى للمحررين الدعاء لهم في ساحات المسجد الأقصى، وخصوصاً في ليلة القدر، وكافة المحررين من يستطيع منهم الوصول للمسجد الأقصى ينفذون وصية زملاء الأسر لهم بالدعاء من قلب ساحاته ومسجده القبلي والمصلى المرواني وقبة الصخرة المشرفة.