اعتبرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن المرحلة الأخيرة لسقوط مدينة الرقة ستكون الأكثر دموية، لافتة إلى أن الخناق يشتد حول “تنظيم الدولة” في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابات، وأي حسابات خاطئة أو حوادث عرضية يمكن أن تشعل بسهولة مواجهات أوسع لا يمكن لأحد أن يتحكم في تأثيرها المتصاعد.
وقالت الصحيفة: إن الاستيلاء على عاصمة “الخلافة” سيكون رمزياً جزئياً، بمعنى نهاية منبع الإرهاب، ومادياً جزئياً لأن الرقة ستوفر كنزاً من المعلومات عن أعماله، والواضح أنه عندما يدحر “تنظيم الدولة” سيكون هناك سباق للسيطرة على الأراضي التي ستخلى، ولهذا فإن التنافس بين القوات يعني أخذ الحيطة لضمان عدم السماح للجنود المتهورين بتعكير صفو الأجواء.
وتساءلت الصحيفة أنه في ظل هذا التنافس المحتدم بين الجهات الفاعلة الرئيسة، كيف ستبدو سورية بعد “تنظيم الدولة”؟ ومن سيسيطر عليها؟ وقالت: إن الديناميات المتبعة تمثل وصفة لعنف أكثر وليس أقل، حيث يأمل نظام الأسد أن يستفيد من مؤيديه الإيرانيين والروس لاستعادة الأراضي التي ثارت ضده عام 2011م.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغياب الواضح لإستراتيجية أمريكية متماسكة لمستقبل سورية بعد “تنظيم الدولة”، وأن هذا الأمر لا ينبغي إغفاله، لأن الرئيس ترمب يقدم القليل من الرؤية مفضلاً ترك جنرالاته لإدارة جدول الأعمال، كما أن الضربات الجوية الأمريكية التي تسبب خسائر فادحة بين المدنيين، قد فشلت في تبديد هذه اللامبالاة.
ورأت صحيفة “الجارديان” أن الوضع السوري المعقد يجب أن ينظر إليه في ضوء عمليات إعادة الاصطفاف الإقليمية، كزيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرياض في محاولة لتعزيز المصالحة، وتخطيط السعودية و”إسرائيل” لمفاوضات تجارية، ومحاولات الدولة الخليجية لعزل قطر الداعمة لتحركات “الربيع العربي”، وموقف تركيا الداعم لقطر بعزمها على إجراء مناورات حربية مشتركة.
وأكدت الصحيفة أن هذه أوقات محفوفة بالمخاطر، وهناك حاجة ماسة إلى التفكير الفطن والرؤوس الهادئة من جميع الأطراف في سورية.