انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، اجتماعات أستانة 5، التي من المفترض أن تتمخض عن تثبيت خرائط مناطق تخفيف التصعيد الأربع، التي كانت أقرتها الدول الثلاث الضامنة، في اجتماعات “أستانة 4” قبل شهرين، وبدأ سريانها في السادس من مايو الماضي.
ويشارك وفدٌ عسكريٌ ضعيف التمثيل من المعارضة السورية في الاجتماعات، التي يشارك بها كذلك وفدٌ من حكومة النظام، يرأسه بشار الجعفري، سفير دمشق في نيويورك.
ووصل وفد المعارضة السورية مقر الاجتماعات في وقت مبكر اليوم، ويضم عدداً من ممثلي الفصائل العسكرية المسلحة، فيما غاب عنه رئيس الوفد في المفاوضات السابقة، محمد علوش.
وإلى جانب الوفدين السوريين، تشارك الدول الثلاث الضامنة، وهي إيران وتركيا وروسيا، في الاجتماعات، التي يحضرها كذلك المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في الوقت الذي أكد وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبدالرحمنوف، حضور القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط، ستيوارت جونس، إلى أستانة كذلك؛ كما ذكرت مصادرُ أخرى أن مستشار وزير الخارجية الأردني، نواف وصفي التل، سيكون حاضراً في الاجتماعات.
وانطلقت المباحثات بلقاء بين الوفد الروسي ووفد النظام، ولقاء آخر جمع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مع الوفد الروسي في فندق ماريوت بحسب “الأناضول”.
كما تجري المعارضة لاحقاً، اجتماعات أخرى في مقر إقامتها مع ممثلي الدول الأوروبية، فضلاً عن اجتماعات تشاورية أخرى.
ومن المنتظر أن تتواصل الاجتماعات التقنية بين الوفود، لتشهد ساعات بعد الظهر لقاءً تحضيرياً ثلاثياً بين وفود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران).
وتتصدر، بحسب مصادر مطلعة على الاجتماعات، قضية “تنسيق البيانات المتعلقة بمذكرة مناطق خفض التوتر، ووقف النشاط العسكري في تلك المناطق، بما فيها تحليق الطيران”، جدول أعمال “أستانة 5″، والتي يبحث أيضاً “إقامة مراكز للتفتيش على حدود هذه المناطق، إضافة إلى نشر مراكز مخصصة لمراقبة الهدنة”.
وفي حين تبدو خرائط المنطقتين الثانية (ريف حمص الشمالي) والثالثة (غوطة دمشق الشرقية) أقل جدلاً وتعقيداً عن المنطقتين الأخريين، فإن إقرار حدود المنطقة الرابعة، التي من المفترض أن تشمل أجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة، يبدو أنه ما زال قيد الدراسة؛ فالنظام ومن خلفه الموقف الروسي يريد الوصول إلى الحدود الأردنية، وتحديداً في معبر نصيب الحدودي، فيما كانت المملكة الأردنية والولايات المتحدة اشترطت إبعاد المليشيات المدعومة إيرانياً عن الحدود مسافة ثلاثين كيلومتراً.
كذلك، فإن إقرار حدود وخرائط المنطقة الأولى، التي تشمل كامل محافظة إدلب وأجزاء من ريفي حماة واللاذقية الشماليين وشمال وغرب حلب، ينتظر حصول تفاهمٍ روسي – تركي؛ فأنقرة صعدت، في الأيام الأخيرة، نبرة تصريحاتها وتحركاتها العسكرية شمال حلب، مع ظهور معطيات تفيد أن الجيش التركي يستعد لبدء عملية عسكرية بمحيط مدينة عفرين، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، وتتموضع بالشرق منها قاعدة روسية في قرية كفرجنة.
وأمس الإثنين، عقد وفدا تركيا وروسيا مباحثات فنية تمهيدية في العاصمة الكازاخية، قبيل انطلاق الجولة الخامسة من اجتماعات أستانة حول الأزمة السورية، حيث أفادت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول أن وفدي البلدين أجريا مباحثات فنية في أحد فنادق العاصمة الكازاخية أستانة.
وغالباً، ستحدد نتائج اجتماعات أستانة، اليوم وغداً، ملامح مستقبل اتفاقية المناطق الأربع، إذا ما أقرت خرائطها والتفاصيل التنفيذية لها، خلال هذه الاجتماعات، التي تسبق مفاوضات جنيف بنحو أسبوع.