ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس الإثنين، أن رسالة أرسلت إلى دونالد ترمب الابن في العام الماضي ذكرت أن محامياً روسياً قدَّم معلومات حول هيلاري كلينتون كجزء من جهود الحكومة الروسية لمساعدة حملة ترمب.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص على علم بالبريد الإلكتروني، أن روب جولدستون، كان همزة الوصل بين ترمب الابن مع المحامي الروسي، بعث بالبريد الإلكتروني إلى ترمب الابن مشيراً إلى الحكومة الروسية كمصدر للمعلومات المحتملة التي يمكن أن تلحق الضرر بكلينتون.
يذكر أن القصة التي قدمها ترمب الابن وتقدم معلومات محتملة من الحكومة الروسية لمساعدة حملة والده جاءت بعد أشهر من إنكار قوي من الرئيس دونالد ترمب أن حملته كان لها علاقة بروسيا.
وقال آلان فوتيرفاس، وهو محام لترمب الابن، في بيان عقب القصة: إنها تحمل “الكثير من اللغط”، وجاء في البيان أن جولدستون أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى ابن ترمب حول ما ادعته كلينتون من مخالفات تتعلق بروسيا.
وقال فوتيرفاس: إن الاجتماع استمر حوالي من 20 – 30 دقيقة، وإن والده لم يعرف شيئاً عن ذلك، وإن دون الابن لم يقترف خطأ، وأنا أقوم بتمثيل الناس في التحقيقات منذ ما يقرب من 30 عاماً، ولا أرى في ذلك شيئاً.
ورداً على تقارير “التايمز” السابقة التي كشفت عن اجتماع يونيو 2016م، قال ترمب الابن في بيان، يوم الأحد الماضي: إنه اجتمع مع ناتاليا فيسلنيتسكايا، المحامية الروسية، في برج ترمب في يونيو الماضي.
ولم يرد جولدستون على الفور على طلبات شبكة “سي أن إن” للتعليق على آخر تقاريرها، وأكد مارك كورالو، المتحدث باسم الفريق القانوني للرئيس، في بيان سابق: إن الرئيس لم يكن على علم بالاجتماع ولم يحضره.
وقالت الصحيفة: إنه لم يتضح بعد ما إذا كان جولدستون يعرف من أين أتت المعلومات المحتملة، وقيل: إنه يبدو أن جولدستون كان يرسل معلومات لترمب الابن من خلال عدة أشخاص آخرين.
وبحلول موعد اجتماع يونيو مع فيسلنيتسكايا، حصل ترمب على الترشيح الجمهوري للرئاسة، وقال ترمب الابن في بيانه: إن الاجتماع شمل أيضاً جاريد كوشنر، شقيق زوجته، الذي يعمل الآن كمستشار رئيس لترمب، وبول مانافورت، الذي كان يدير حملة ترمب في ذلك الوقت.
وقال ترمب الابن، يوم السبت: إن الاجتماع ركز أساساً على سياسة التبني، ولم يكن له صلة بالحملة، وكانت فيسلنيتسكايا من كبار النشطاء ضد قانون “ماجنتسكي”، وهو قانون الولايات المتحدة التي تستهدف المتزعمين الروس لحقوق الإنسان، ورداً على إقرار قانون “ماجنتسكي”، منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمريكيين من تبني الأطفال الروس.
وقال ترمب الابن، يوم الأحد، في بيان: إنه حضر الاجتماع على أمل أن تكون هناك معلومات مفيدة للحملة، ودافع عن أعماله مطولاً على “تويتر”، قائلاً: كأنني أول شخص في حملة وفي أي وقت يحضر اجتماعاً لسماع معلومات عن الخصم، ذهبت لأي مكان من أجل الاستماع.
وقال في بيان: إنه سرعان ما أصبح واضحاً في اجتماع يونيو 2016م أن فيسلنيتسكايا لم تكن لديها معلومات مفيدة، وأن الاجتماع انتهى بعد أن حاولت التحدث معهم حول سياسة التبني.
وقالت سارة هوكابي ساندرز، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في وقت سابق: إن الرئيس لم يكن يعرف اجتماع ترمب الابن مع فيسلنيتسكايا، وأكد أن ترمب الابن لم يتآمر مع أي شخص للتأثير على الانتخابات، وقد نفى البيت الأبيض بشكل مطرد التواطؤ مع روسيا في الحملة.
مازال التحقيق مستمراً
وفي مارس الماضي، أكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي آنذاك جيمس كومي؛ أن وزارة العدل تحقق مع شركاء ترمب في التنسيق المحتمل مع روسيا كجزء من محاولة للتأثير على الانتخابات.
واتهم تقرير صادر عن دوائر الاستخبارات الأمريكية في أوائل يناير الماضي روسيا بمحاولة التأثير على الانتخابات من أجل الإضرار بترشيح كلينتون وتعزيز ترمب من خلال اتخاذ عدة تدابير، بما في ذلك نشر معلومات كاذبة على الإنترنت، وتنظيم قيادات المسؤولين السياسيين مثل رئيس حملة كلينتون جون بوديستا.
وقد عقد اجتماع 9 يونيو 2016م قبل التقارير التي ظهرت في وقت لاحق من ذلك الشهر قائلاً: إن روسيا قامت باختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية، في يوليو، وبدأت “ويكيليكس” في نشر رسائل بريد اللجنة الوطنية الديمقراطية الإلكتروني على الإنترنت.
وقد نفى ترمب أي مخالفات، كما فعلت روسيا، ورفض “ويكيليكس” أن تكون روسيا هي مصدر كشف البريد الإلكتروني.
وبعد الإطاحة بكومي في أوائل مايو، عينت وزارة العدل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق روبرت مولر كمستشار خاص لقيادة التحقيق.
وأشار أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، التي تجري تحقيقاً خاصاً بها، إلى أنهم يريدون التحدث مع ترمب الابن عن اجتماعه مع المحامية الروسية، وقال آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، يوم الأحد، في اجتماع “حالة الاتحاد” لـ”سي أن أن”: إن مجلس النواب يود استجواب كل من حضر الاجتماع.
وقال فوتيرفاس: إن ترمب الابن لم يتلق أي طلب من لجنة أو مكتب، وسيعمل معهم “لنقل ما يعرفه”.