قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د. علي القره داغي: إن الأصل لعلماء المسلمين في الأزمة الخليجية الدعوة إلى الصلح والأخوة، وليس لمقاطعة وحصار قطر.
وفي تصريح لـ”الأناضول”، بمدينة إسطنبول، أضاف داغي، أنه كان من المفروض أن يفهم العلماء أن هذه الأزمة مؤامرة ضد القضية الفلسطينية، وتقسيم الأمة أكثر وأكثر، وانتشار الفوضى الخلاقة التي تريدها أمريكا في المنطقة.
ورأى أن هذه الفوضى جاءت بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة، وبعد الاجتماعات التي ترتب عليها أكثر من نصف تريليون دولار لصالح الخزينة الأمريكية، في إشارة إلى صفقات أسلحة، أبرمتها الرياض مع واشنطن، خلال زيارة ترمب في مايو الماضي.
وأبدى العالِم الإسلامي أسفه على تأييد بعض العلماء هذه المقاطعة، والدعوة على قطر، وهذا الأمر مُخالف للدين.
وكان “المفروض” على هؤلاء العلماء، يضيف داغي، القيام بواجبهم الشرعي وترك الجوانب السياسية، وتبرير الظلم، وقطع الرحم بين المسلمين هذا مخالف لمنهج العلماء الربّانيين.
واعتبر أن كل هذه الأزمات التي تحدث وسط الأمة تصب في خدمة المشروع الصهيوني، وضد المشروع الإسلامي الذي يدعو إلى تحرير القدس الشريف.
ونبه الأمين العام للاتحاد العالمي إلى أن هذه الأزمة كشفت أوراقاً كثيرة، لاسيما أولئك الذين كانوا يدعون الناس إلى قضية الولاء والبراء.
وطمأن داغي من وصفهم “محبي قطر” بأنها بخير من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاسيما بعد الدعم التركي الاقتصادي، والقاعدة العسكرية هناك، ودور تركيا التفاوضي لعلاقتها الجيدة مع الدول المحاصرة.
ورأى أن الموقف التركي كان له أثر في الاستقرار الذي نعيشه الآن.
وأكد أن الشعب القطري تماسك بشكل كبير، خلال الأزمة، وانسجم مع قيادته تمامًا.
وشدد على أن الجهود الدبلوماسية والخطاب الإعلامي الذي استخدمته قطر كان متوازناً، ولم يكن رد فعل، بل كان أخلاقياً، وأدى أيضاً إلى استقرار الوضع.
وحتى إذا استمر الحصار، يعتقد داغي أن قطر قادرة على تخفيف آثاره، من خلال العلاقات الدولية، والتوازن الذي استطاعت تركيا أن تحققه.