مع ظهور معضلة البوابات الإلكترونية الأمنية حول المسجد الأقصى، ظهرت المرجعيات الدينية والوطنية التي اتخذت قراراً برفضها بقرار ميداني بدون التنسيق مع أي جهة أخرى، وقرار هذه المرجعيات صدم المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال، حيث كان المتوقع أن تتعامل دولة الاحتلال مع عناوين سياسية في هذا المجال معروفة لديها.
تمسك بالمرجعيات
أظهر المقدسيون تمسكاً حديدياً بقرار المرجعيات الدينية والوطنية الرافض جملة وتفصيلاً للبوابات الأمنية، وأصبح ما يصدر عن هذه المرجعيات هو المعمول به من قبلهم.
المواطن المقدسي زياد النتشة قال لـ”المجتمع”: لا يمثلنا في القدس إلا هذه المرجعية الدينية التي تمثل مؤسسات المدينة الدينية والوطنية، وما يصدر عنها ننفذه، ونحن نثق بها، وكلنا ثقة أن قرار المرجعية الدينية يأخذ مصلحة المسجد الأقصى والمدينة المحتلة بدون أي اعتبارات لأي جهة هنا وهناك، فالبوابات الإلكترونية لن تكون إلا نفايات يجب إزالتها.
أما مصور القدس خالد زغاري فقد قال لـ”المجتمع”: خلال عملي الميداني شاهدت التزام المقدسيين بقرار المرجعيات الدينية والوطنية في المدينة المحتلة، وهذا لم يكن في السابق، وكان ضباط الشرطة و”الشاباك” والاستخبارات يحاولون مع المعتصمين الدخول للمسجد الأقصى بدون تفتيش، إلا أن الرد كان إلا بقرار المرجعيات وإزالة البوابات الأمنية؛ ما شكل حالة من التوحد واللحمة في مظهر صدم الاحتلال ومؤسساته.
المرجعيات عنوان
رئيس الهيئة الإسلامية وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري قال لـ”المجتمع”: ما يصدر عن المرجعيات ملزم لنا جميعاً، وهذا الأمر يزيد الموقف صلابة وقوة، فأهل القدس أعلم بما يجري في الميدان، وعندما قررنا كمرجعيات دينية رفض البوابات كان الالتزام بشكل منقطع النظير، وأظهر كل مقدسي تمسكه بقرار المرجعيات، وهذا يؤسس إلى حالة جديدة في التعامل مع إجراءات الاحتلال في المدينة، وسيكون دور المرجعيات الدينية في القدس له ما بعده بعد إزالة البوابات العنصرية التي تخنق المسجد الأقصى وتلغي دور الأوقاف عليه، وتزيد من سطوة الاحتلال على المسجد الأقصى وساحاته.
لا مساومة
الخبير بشؤون القدس د. جمال عمرو قال: ما يجري في القدس الآن يدعو إلى الفخر والاعتزاز، فقرار المرجعيات الدينية أصبح هو النافذ ولا علاقة للعناوين السياسية الموجودة في المنطقة فلسطينياً وإقليمياً بأي دور، وهذا مصدر قوة أعطى هذه المرجعيات الصلاحية في إدارة الأزمة التي أربكت الاحتلال وجعلته يفقد صوابه، وقوة هذه المرجعيات في أن قرارها مرتبط بما يجري على الأرض وليس من خلال إملاءات من هنا وهناك، وهذا نمط جديد من القيادة في القدس المحتلة سيجعل الاحتلال في حالة ارتباك دائم.
تحريض صهيوني
الإعلامي المقدسي خالد أبو عكر، مدير شبكة “آمين”، قال لـ”المجتمع”: تشكيل المرجعيات المقدسية لمواجهة بوابات الاحتلال الإلكترونية كان إبداعاً مقدسياً بامتياز، تعامل مع الحالة بصورة عاجلة وقوية، فهذه المرجعيات كانت صمام أمان، ولها دور التوجيه الميداني، كما أنها جميعها كانت في الميدان مع الجماهير المنتفضة، وهذا النوع من القيادة له تأثير فعال؛ لأنها على تماس مباشر مع الميدان والجماهير، وهذا يزيد من الثقة بها والالتزام بتوجيهاتها، فالاحتلال بكامل أذرعه الاستخبارية والشرطية والمخابراتية حاول تفكيك الالتحام الجماهيري بهذه المرجعيات منذ اللحظة الأولى إلا أنها فشلت في هذا الاختراق.
وأضاف: الصحافة العبرية حرضت على هذه المرجعيات من خلال اتهامها بالدفاع عن إرهابيين، وأن هذه المرجعيات لها دور في التحريض على القتل، ونشرت عدة مواقع إلكترونية إخبارية تحريضاً مباشراً على هذه المرجعيات، وتناولتها بالاسم.