الذل بصمت، والإهانة مع الاعتذار، ثم الطرد وعدم السماح باستخدام المعبر، مشاهد عاشها العامل الفلسطيني إبراهيم رياش (27 عاماً) من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، أثناء عبوره المعبر الشمالي في قلقيلية متوجهاً إلى عمله في الداخل الفلسطيني.
الصدمة والذهول ما زالت بادية على وجهه وهو يتحدث لـ”المجتمع” عن عنصرية من يعمل في المعبر من المدير حتى أصغر الحراس فيه، ويتم التعامل مع المارين بعنصرية وفوقية لا توصف.
البداية
يقول العامل إبراهيم رياش في حديث معه: كالعادة توجهت قبل يومين إلى المعبر الشمالي، وعند الوصول إليه، يمر كل من يستخدمه عبر عدة بوابات أمنية نطلق عليها نحن المعاطات، وكانت امرأة فلسطينية كبيرة في السن أمامي تخضع للتفتيش والمجندة تصرخ عليها، فتدخلت كي أساعد المرأة التي لا تفهم اللغة العبرية، والمجندة تصرخ عليها بعصبية وغضب، وعندما تدخلت انتقلت المجندة إلى إهانتي والصراخ عليَّ، وقالت لي: هل أنت محامٍ عنها؟ ومن سمح لك أن تتدخل؟ فكان جوابي على الفور: المرأة لا تفهم ما تقولين لها، فصرخت في وجهي مع شتمي، واستدعت الحراس ومدير المعبر.
المدير أكثر عنصرية
يقول العامل رياش: حضر المدير فوراً ومعه طاقم الحراسة وتحول الموقف إلى حدث أمني، وتوقف العمل في المعبر وخاطبني المدير قائلاً: لماذا صرخت في وجه المجندة، ووجهت لها الشتائم، فكان جوابي: هذا غير صحيح، والكاميرات تثبت ذلك، وشرحت له ما جرى مع المرأة الفلسطينية التي لم تفهم على المجندة وحاولت أن أشرح لها تعليمات المجندة.
ويضيف: طلب مني المدير الاعتذار للمجندة بالرغم من الإهانات التي وجهتها لي المجندة وللمرأة، واختصاراً للمعاناة توجهت إلى مكان المجندة داخل غرفة التفتيش واعتذرت عن موقف لم أفعله، بل كنت أنا الضحية، وبعد الاعتذار كان القرار بطردي من المعبر والختم على البطاقة بعدم المرور من المعبر لمدة عام، عقاباً لي لأنني أغضبت المجندة!
رجعت للمدير
يتابع العامل إبراهيم رياش قصته المحزنة قائلاً: رجعت للمدير الذي لم يغادر وقلت له: تم منعي من العبور، فقالي لي بعنصرية: هي لا تريد وهذا من حقها، اخرج من المعبر، وإذا لم يعجبك هذا القرار، أحضر سكيناً وهاجم الجنود ساخراً مني، فكان جوابي: لست مجنوناً حتى أفعل ذلك فأدمر حياتي وأهدم بيتي، فنطر إليَّ باستخفاف وطردوني من المعبر.
إلى معبر آخر
يقول رياش: قررت التوجه إلى معبر طولكرم، حتى أستطيع الوصول إلى مكان عملي، فإدارة المعبر منعتني بناء على قرار داخلي عنصري لا يتعلق بالأمن، وإرضاء لمجندة عنصرية، تكره كل من هو فلسطيني، ويبعد المعبر عن مكان سكني 30 كم مع أن معبر قلقيلية لا يبعد عني سوى كيلومتر واحد، وهذه المسافة ضريبة مساعدة قدمتها لامرأة أمام مجندة عنصرية.
وأضاف: هذه القصة تتكرر مع المئات من العمال يومياً على المعابر الأمنية، ونحن العمال نعيش الذل يومياً، ولقمة العيش مغمسة بالعذاب والإهانة، ومن يستخدم المعبر الأمني يعرف معنى العنصرية بشكل تفصيلي وعلى أرض الواقع.
يشار إلى أن المعابر الأمنية تدار من قبل شركات أمنية تطبق إجراءات قاسية على كل من يستخدم المعبر، بإجراءات تشبه المستخدمة بين الدول، وهناك عدة معابر أقيمت قبل سنوات بين الضفة الغربية والداخل الفلسطيني من الجنوب إلى الشمال.