أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن التصريحات النارية للرئيس دونالد ترمب، ضد كوريا الشمالية، والتي حملت تهديداً غير مباشر بأن الولايات المتحدة قد تستخدم السلاح النووي في أي مواجهة عسكرية محتملة في شبه الجزيرة الكورية، جاءت بعد مشاورات مكثفة أجراها الرئيس، خلال الأيام الماضية، مع كبار العسكريين الأمريكيين، الذين أطلعوه على خطط وسيناريوهات عسكرية للرد على تهديدات كوريا الشمالية، بحسب “العربي الجديد”.
وانتقد السيناتور الجمهوري، جون ماكين، تصريحات ترمب، وقال: إن على الرئيس أن يكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ تهديداته، وأضاف ماكين بأنه لا يظن أن الرئيس الحالي جاهز لذلك.
كما وجهت انتقادات للرئيس بسبب تغريدة على “تويتر” نشر فيها تقريراً إخبارياً لمحطة “فوكس نيوز” تضمن صورة حصلت عليها الاستخبارات العسكرية الأمريكية لجنود كوريين شماليين يثبتون صاروخاً باليستياً على إحدى السفن الحربية، واعتبرت الصورة مادة أمنية غاية في الحساسية الأمنية، وما كان على رئيس البلاد وقائد الجيوش الأمريكية أن ينشرها للجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر استخباراتية أمريكية تقديرها أن بيونج يانج نجحت في امتلاك تقنية تحميل صواريخها الباليستية رؤوساً نووية صغيرة، وحسب تلك المصادر فإن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ترجح أن كوريا الشمالية اقتربت كثيراً من تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته إدارة ترمب، وهو امتلاك صواريخ نووية قادرة على ضرب أهداف في الأراضي الأمريكية.
وكانت تقديرات أجهزة الاستخبارات العسكرية الأمريكية تشير إلى أن بيونج يانج ستمتلك عام 2018م القدرة على إطلاق صواريخ نووية على الولايات المتحدة، إذا استمرت على نفس الوتيرة في تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي وقدراتها النووية.
وفي حديث تلفزيوني، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال إتش آر ماكمستر: إنه إذا كان لدى كوريا الشمالية أسلحة نووية تهدد الولايات المتحدة فإن ذلك سيكون أمراً لا يمكن التساهل معه من وجهة نظر الرئيس.
ونقلت محطة “سي إن إن” عن مصادر عسكرية أن “البنتاجون” تأخذ على محمل الجد التهديدات الكورية الأخيرة، بضرب جزيرة جوام في المحيط الهادئ، وهي أرض أمريكية عليها عدد من القواعد العسكرية وبضع مئات من الجنود الأمريكيين.
وقد استقبلت جزيرة جوام في الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة، بينها قاذفتان إستراتيجيتان قادرتان على إطلاق صواريخ محملة برؤوس نووية.
ونقلت المحطة صوراً مباشرة من قاعدة عسكرية للجيش الأمريكي في هونولولو، حيث أعلنت حالة الاستنفار تحسباً لأي تحرك عسكري تقدم عليه كوريا الشمالية.