صرّح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، بأن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، سيصل نهاية آب/ أغسطس الحالي للمنطقة وسيعقد اجتماعات منفصلة مع الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مجدلاني في تصريحات خاصة بـ “قدس برس” اليوم الخميس، إن الإدارة الأمريكية بمواقفها ودورها لم تكن راعيًا ووسيطًا نزيهًا في عملية السلام.
وأردف: “الولايات المتحدة كانت تنقل دائمًا الموقف الإسرائيلي مع تبنيه والتمسك به، الأمر الذي يضع علامة استفهام على هذا الدور”.
وذكر أن الإدارة الأمريكية الجديدة “لم تبلور بعد رؤية واضحة للعملية السياسية في المنطقة، على الرغم من الاتفاق سابقًا على تشكيل فريق فلسطيني أمريكي لمراجعتها وإعداد رؤية وآلية من أجل الوصول إلى صفقة شاملة لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال”.
وبيّن مجدلاني، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، طلب خلال اللقاءات السابقة مع الأمريكيين مواقف محددة، في ظل عدم إعلان واشنطن “مواقف تقليدية” اتخذتها كل الإدارات الأمريكية السابقة، كتلك المتعلقة بحل الدولتيْن والاستيطان.
وأكد المسؤول الفلسطيني، أن المطلوب حاليًا “تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات، والتحرك على أكثر من صعيد في مواجهة الوضع الحالي الذي وصلت إليه العملية السياسية”.
تصريحات مجدلاني حول عدم التعويل الفلسطيني على الولايات المتحدة، جاء في ظل الأنباء التي أوردتها صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، نقلًا عن جهات رفيعة في السلطة الفلسطينية، قالت إن وفدًا من المسؤولين الأمريكيين، برئاسة جيسون غرينبلات، يفترض أن يصل للمنطقة لإجراء لقاءات مع الجانبين بهدف فحص إمكانية استئناف المحادثات.
وبحسب الصحيفة، فقد نقلت وسائل إعلام عربية عن جهات فلسطينية رفيعة، من بينها صائب عريقات، أن السلطة الفلسطينية فقدت الثقة بالأمريكيين كوسطاء موضوعيين.
وأشارت إلى أنه يسود الاجماع في واشنطن وإسرائيل أن “العملية السلمية على أساس حل الدولتين لم تعد قائمة”.
ونقلت “يسرائيل هيوم” عن مسؤول رفيع في مكتب رئيس السلطة، بأن الأخير والمقربين منه يشعرون بخيبة أمل شديدة من سلوك الإدارة الأمريكية في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بسبب انحياز الرئيس ترمب ورجاله نحو إسرائيل.
وقال مسؤول في القيادة الفلسطينية للصحيفة، إنه لا يمكن لواشنطن أن تكون وسيطًا موضوعيًا، فهي منحازة لإسرائيل.
وتابع وفقًا للصحيفة العبرية، أنه في أعقاب فقدان الفلسطينيين للثقة بإمكانية استئناف العملية السلمية، تنوي رام الله تجديد التوجه للمحكمة الدولية في لاهاي بادعاء أن مسؤولين في القيادة والجيش الإسرائيلي ارتكبوا جرائم حرب، وكذلك سيواصلون خطوات الانضمام للمؤسسات الدولية، وهي خطوة كان الرئيس عباس قد علقها بعد انتخاب دونالد ترمب.
وأوضحت المصادر أن رام الله ستستأنف الجهود من أجل الانضمام إلى مؤسسات الأمم المتحدة بمكانة دولة معترف بها، “وستتواصل الانتفاضة الدبلوماسية، لعزل إسرائيل من خلال كل الوسائل المتاحة في القانون الدولي”.
وحول استئناف التنسيق الأمني، قالت جهات في أجهزة الأمن الفلسطينية إن التنسيق مع إسرائيل يجري على أقل المستويات الضرورية، لافتة إلى أن هناك تنسيق أمني في نقاط معينة، “لكنه لا يوجد الآن تنسيق كامل، ولا حتى بشكل تدريجي”.