في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات سجلت مصر رقماً قياسياً جديداً في الذبح والقتل؛ أكبر مذبحة في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث.
فقد قامت مصر في الرابع عشر من أغسطس 2013م بأكبر مذبحة ومحرقة لمتظاهرين في يوم واحد، حسب كينيث روث، المدير التنفيذي لـ”هيومن رايتس ووتش” الذي قال: “في ميدان رابعة قامت قوات الأمن المصرية بتنفيذ واحدة من أكبر وقائع قتل المتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث.. لم تكن تلك مجرد حالة من حالات القوة المفرطة أو ضعف التدريب، بل كانت حملة قمعية عنيفة مدبرة من جانب أعلى مستويات الحكومة المصرية. وما زال العديد من المسؤولين أنفسهم يشغلون مناصبهم في مصر، وهناك الكثير مما يتعين مساءلتهم عليه”.
وقد خلصت “هيومن رايتس ووتش” – في تقريرها – إلى أن قوات الأمن المصرية مارست “القتل الممنهج” واقترفت جرائم ضد الإنسانية بقتلها نحو 1150 متظاهراً في يوليو وأغسطس من عام 2013م.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له: إن ما حدث في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في يوم 14 أغسطس 2013م هو “منظومة قتل منظمة ومعدة سلفاً، وليست منظومة فض على الإطلاق، وبغطاء عالمي في حينه، وقد حدثت تلك المجزرة والمحرقة في حق الآلاف من أبناء الشعب المصري المطالبين بحريتهم وكرامتهم وإرادتهم وهم مسالمين تماماً ويمارسون حقهم الدستوري والقانوني والثوري”.
واعتبر الشيخ القرضاوي قمع الاعتصامين في رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013م بأنه “مجزرة ومذبحة ومحرقة” جرت على يد “قادة الانقلاب وسلطاته المختلفة وأتباعه”.
لقد كانت رابعة “مذبحة قذرة بكل المقاييس، سيخلدها التاريخ، وسيذكر الأوباش الدمويين السفلة الذين فعلوها أو دعموها أو مولوها أو أيدوها أو رضوها”.. كما يقول السياسي السعودي يحيى عسيري.
الدماء لم تبرد وما زال المخططون والمنفذون والداعمون والممولون الذين ولغوا في دماء آلاف الأبرياء ينعمون بالحياة والحرية ورغد العيش بعيداً عن المساءلة والمحاسبة والمحاكمة، ولكن جريمة القتل الممنهج والمخطط التي ارتكبوها لا تسقط ولن تسقط بالتقادم.
الدماء لن تضيع والقتلة لن يفلتوا بالتقادم.. ولن تعود مصر لتسجيل أرقامها القياسية في الفضائل، إلا عندما تحاسب وتتخلص من صناع الرذائل!