رأى ريتشارد فولك، خبير يهودي أمريكي في القانون الدولي وحقوق الإنسان، أن السيناريو الجنوب أفريقي “يعد الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية”.
وقال فولك: إن الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” يحمل ثلاثة سيناريوها؛ الأول إما أن يفوز طرف على آخر عسكريًا، وهذا يبدو مستحيلا لأن “إسرائيل” كانت تحاول ذلك منذ 70 عاماً لكنها لم تنجح بالرغم من تفوقها.
وأوضح أن السيناريو الثاني يكمن في التوصل لاتفاق تسوية عن طريق الدبلوماسية، “وهذا أيضًا يبدو صعبًا لأن هناك جهودًا يتم بذلها منذ 20 عامًا، إلا أن “إسرائيل” ليس لديها باعث للتوصل إلى تسوية”.
وأشار إلى أن الثالث “الطريقة الوحيدة لحل الصراع”، ويتمثل في سيناريو جنوب أفريقيا، في الإشارة إلى أن القيم الدولية مارست ضغوطاً متزايدة لتغيير نظام التفرقة العنصرية به
تصريحات الخبير الدولي جاءت في محاضرة بعنوان “فلسطين، والفصل العنصري، والمستقبل”، أمس الأربعاء، في جامعة صباح الدين زعيم (غير حكومية) في مدينة إسطنبول.
وذكر الخبير الأمريكي أن المقصود بكلامه المتعلق بنموذج جنوب أفريقيا هو “إطلاق نضال يهدف لنيل الفلسطينيين حقوقهم سواء على أراضيهم أو في “إسرائيل”، بالتوازي مع وجود جماعات ضغط عالمي على تل أبيب”.
ولفت إلى أن جماعات الضغط مثل حراك مجموعة “BDS” (حركة المقاطعة الدولية لـ”إسرائيل” في العالم)، يتعين عليها كشف سياسات “إسرائيل” العنصرية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة كما حصل في جنوب أفريقيا.
وأضاف فولك أن “إسرائيل” غير معنية بأي تقارب خاص بالقضية الفلسطينية، لأن هذا يعني تخليها عن طموحاتها التوسعية، مبينًا أن القانون الدولي يقف في القضايا الرئيسة إلى جانب الشعب الفلسطيني، لكن ما يمنع تطبيقه هو الوضع الجيوسياسي.
وتطرق الخبير القانوني في محاضرته إلى التقرير الذي ساهم في إعداده في وقت سابق العام الجاري، ولاقى اهتمامًا واسعًا، واتهم فيه “إسرائيل” بتطبيق سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
وأفاد بأن التقرير أظهر بالأدلة كيف أن “إسرائيل” قامت عمدًا بتفتيت الشعب الفلسطيني، بهدف الحفاظ على سيطرتها وتوسعها في الأراضي الفلسطينية مع مرور الزمن.
تجدر الإشارة إلى أن ريتشارد فولك، أستاذ فخري للقانون الدولي في جامعة برنستون بولاية نيو جيرسي الأمريكية، وتعده الخارجية “الإسرائيلية “غير مرحب به في “إسرائيل”.
وهو مقرر سابق للأمم المتحدة معني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، عرف بمواقفه المناهضة للسياسات “الإسرائيلية”، والمؤيدة للحقوق الفلسطينية.