* القيم: هي المُثل والقواعد المستحسنة بالفطرة والعقل والشرع، التيتقوم عليها الحياة الإنسانية متميزةً بها عن الحياة الحيوانية.
* القيم في الإسلام مستمدَّة من نصوص الكتاب والسنة، وأصول هذه القيم تقرِّرها الفِطَر، ويصدِّقها العقل.
* القيم الإسلامية ثابتةٌ لا تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان، ولا بتبدُّل الظُّروف والأحوال، ولكن قد تتغيَّر وسائلُ تحقيقِها؛ فالتغير في القيم الإسلامية عبارة عن مرونةٍ في التطبيق بما لا يُخل بأصل القيمة.
* تتنوع القيم في الإسلام ما بين قيمٍ عُليا؛ كالعبودية والعدل، والحق والإحسان والحكمة، وقيم حضارية؛ كالاستخلاف والمسؤولية والحرية، والجمال والأمن والقوة والعمل، وقيم خلقية؛ كالصدق والأمانة والنصح والتعاون، والخير والأخوة والرحمة.
* تمتاز القيم الإسلامية عن غيرها من حيث مصدرها وغاياتها، فهي قواعدُ مستمدَّة من نصوص الكتاب والسُّنة، وغايتها توجيه قلب المسلم إلى خالقه محبةً وتعظيمًا وتذلُّلًا، وتُحدد وجهته إلى غايةٍ واحدة سامية، وهي تحقيق رضا الله تعالى.
مصادر الإلزام بالقيم في الإسلام هي:
١ – الإيمان بالله واليوم الآخر المتضمن الاعتقاد القلبي بـ(عظمة الله وقدرته واطلاعه وإحاطته، وفضله وكرمه، وحكمته ورحمته).
٢ – المجتمع المسلم:
ويتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطُرُقه ووسائله التي تُسهم في جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها.
٣ – الحكومة المسلمة أو السلطان:
والتي من مهامها إشاعةُ الفضيلة وتربية الناس عليها، وجعلها سياجًا اجتماعيًّا يتخلَّل كلَّ مؤسسات الدولة الإدارية والتعليمية والإعلامية وغيرها، وصيانة المجتمع من شيوع الرذيلة والمجاهرة بها.
* تتمحور القيمُ في الغرب على الفردية والحرية، والتطوُّر والعقلانية، والتغيُّر والنسبية،وتخضع في تحديدها ومصدريتها للعقل البشري، أو الحدس والضمير الإنساني، أو الخبرة الحسيَّة، أو الظروف الفرديَّة، أو التفاعلات الاجتماعية.
* تبرز أهميةُ القيم للأفراد والمجتمعات في الجوانب التالية:
١ – القيم إحدى الركائز الرئيسة التي تقوم عليها الحياة البشرية؛ فهي رُوح سلوك الفرد، بها يعرف ذاته، ويرتقي بنفسه، ويحقِّق إنسانيته.
٢ – تعطي القيم المجتمع ملامحَه الحقيقية؛ حيث توجِّه حركته، وتُقوِّم مساره، وتُحدِّد غايته، وتَضبط تعاملاته.
٣ – تُمثِّل القيم الجانبَ المشترك بين البشر الذيتنطلق منه العلائق، وتتوحَّد عليه الأهداف، وتنتظم به الحياة.
٤ – تُظهر القيم التمايزَ بين الأمم؛ فمنها تنبثق النُّظُم، وعليها تقوم الحياةُ الإنسانية في مناهجها الفكرية وسلوكها الخلقي، ومن خلالها يُحكَم على المجتمعات بالخيريَّة أو بضدها.
التربية على القيم تقوم على الأسس التالية:
١ – الانطلاق في العلم والعمل والتزكية والتربية، والدعوة والتوجيه والتغيير والتطوير – من القيمة العليا للبشرية، وهي العبودية للخالق جلَّ وعلا: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
٢ – بيان سمات ومزايا القيم الإسلامية، ومنها: الربانيَّة، الثبات، المرونة، الواقعية، الشُّمول، التوازن، التكامُل، الفاعلية.
٣ – تجلية آثار وفوائد التمسُّك بالقيم، ومن أبرزها:
أ – الطُّمأنينة والسعادة النفسية.
ب – التحلِّي بالأخلاق الفاضلة.
ج – القوة والتفاني في العمل.
د – التعاون والتكافل الاجتماعي.
هـ – التقدُّم والنهوض الحضاري.
و – الأمن والإصلاح الاقتصادي والسياسي.
ز – وَحدة الغاية والهدف الدنيوي والأخروي.
٤ – تعزيز وتنمية القيم لا يكون بالدعايات والشعارات، بل لا بدَّ من الجمع بين المعرفة والتوجيه والعمل والتطبيق، والحماية والرعاية، والتكامل والقدوة.
٥ – النقد والمواجهة للدعوات النابذة والمتنكِّرة للقيم الإسلامية والمبادئ الدينية.
٦ – دراسة السنن، وفقه الظواهر الكونية والإنسانية والطبيعية الفاعلة المرتبطة بالقيم العلمية والعملية.
٧ – الوعي بطبيعة التحوُّلات والتحديات الداخلية والخارجية الآنية والمستقبلية المؤثِّرة على القيم سلبًا وإيجابًا.
ومضة:
“المسلمون ينظرون للقيم على أنها راسخةٌ وثابتة، وللمحافظة على هذه القيم والارتقاء بمستواها، لا بدَّ من وجود نسبةٍ جيدة من الأشخاص الأخلاقيين، ونظمٍ تَحرُس الفضيلة، وأعرافٍ وتقاليدَ صارمة تجاه التحلُّل الأخلاقي والانحراف السلوكي” (د. عبدالكريم بكار).
——
* المصدر: الألوكة.