توعَّدت حركة “طالبان”، الثلاثاء 22 أغسطس 2017، الجنود الأمريكيين بأن تكون أفغانستان مقبرة لهم، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إستراتيجيته الجديدة هناك.
ومهَّد ترمب الطريقَ، الليلة الماضية، أمام زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، في إطار إستراتيجية جديدة للمنطقة، متغلباً على شكوكه بشأن القتال في أطول صدام عسكري خاضته الولايات المتحدة.
وقال ترمب في كلمة تلفزيونية في قاعدة عسكرية قرب واشنطن: إن موقفه الجديد يهدف إلى الحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذٍ آمن لـ”المتشددين الإسلاميين” المصممين على مهاجمة الولايات المتحدة.
ووسَّع ترمب سلطة الجيش الأمريكي بالنسبة لاستهداف القوات المسلحة الأمريكية للمتشددين والشبكات الإجرامية، وقال: إن أعداء الولايات المتحدة في أفغانستان يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك مكان يختبئون فيه.. وليس هناك مكان لا تصل إليه الأسلحة الأمريكية.
وقال ترمب: إن “قواتنا ستُقاتل لتنتصر”، ولم يحدد جدولاً زمنياً للمدة التي ستبقى فيها القوات الأمريكية في أفغانستان.
وجاءت كلمة ترمب بعد مراجعة استمرَّت شهوراً للسياسة الأمريكية، ناقش خلالها مراراً مستقبلَ التدخل الأمريكي في أفغانستان، حيث حقَّق مقاتلو “طالبان” مكاسبَ في الأراضي.
وتغلَّب ترمب على شكوكه بشأن الحرب التي بدأت، في أكتوبر 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر، في الولايات المتحدة، وكان ترمب قد قال مراراً خلال الحملة الانتخابية، العام الماضي: إن الحرب مكلفة جداً فيما يتعلق بالأرواح والأموال، وقال في كلمته: “حدْسِي الأساسي يدفعني للانسحاب”، ولكنه أضاف أن مستشاريه للأمن القومي أقنعوه بتعزيز قدرة الولايات المتحدة على منع حركة “طالبان” من الإطاحة بالحكومة، التي تدعمها الولايات المتحدة في كابول.
ولم يحدد ترمب عدد الجنود الأمريكيين الذين سيتم إرسالهم، ولكنَّ لدى وزير الدفاع جيمس ماتيس خططاً لإرسال نحو أربعة آلاف جندي آخرين إلى جانب 8400 جندي موجودين حالياً في أفغانستان.
وعرض ترمب أيضاً نهجاً أكثر تشدداً للسياسة الأمريكية تجاه باكستان، وحذَّر كبار المسؤولين الأمريكيين من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان إذا لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة في أراضيها.
وقال ترمب: لا يمكن أن نسكت بعد الآن على ملاذات باكستان الآمنة.
“باكستان لديها الكثير لتكسبه من الشراكة مع جهودنا في أفغانستان، ولديها الكثير ستخسره بمواصلتها إيواء الإرهابيين”.
وقال ترمب أيضاً: إن الولايات المتحدة تريد من الهند المساعدة بشكل أكبر في أفغانستان، ولاسيما في مجال التعاون والتنمية الاقتصادية، وأوضح أن لصبره حدوداً فيما يتعلق بدعم الحكومة الأفغانية، قائلاً: إن على كابول أن تزيد من تعاونها من أجل تبرير استمرار التزام الولايات المتحدة تجاهها.