دعا الأمين العام لـ “جبهة البوليساريو” ابراهيم غالي إلى استئناف مسار المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو حول مصير الصحراء الغربية.
وطالب غالي في كلمة له أمام أشغال الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية، التي انطلقت أمس الاربعاء، مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرار الأخير رقم 2351 حول القضية الصحراوية.
وقال: “إن الأمم المتحدة مسؤولة عن تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، وتطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، القاضية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي”.
وأكد غالي استعداد الطرف الصحراوي للتعاون مع الجهود الدولية على هذا الأساس، وقال: “نأمل أن يكون استلام الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، لمهامه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، فرصة مواتية للتعجيل بتنفيذ تلك المأمورية”.
وجدد غالي التأكيد على مسؤولية الدولة الإسبانية عن مستعمرتها الصحراء الغربية، وهي مسؤولية ستبقى قائمة ما لم ينتهِ النزاع بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.
وانتقد غالي الموقف الفرنسي من مصير الصحراء الغربية، وقال: “لا بد من التأكيد على مسؤولية الدولة الفرنسية التي، مع الأسف، تبنت موقفاً منحازاً وداعماً للأطروحة الاستعمارية المغربية على مدار عقود من الزمن، وآن لها أن تتخذ موقفاً منسجماً مع مكانة فرنسا كمهد للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع مسؤوليتها، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، عن تحقيق الأمن والعدالة والسلام والاستقرار واحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني في المنطقة والعالم”، على حد تعبيره.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد عيّن الأسبوع الماضي الرئيس السابق لألمانيا هورست كوهلر مبعوثًا خاصا له بإقليم الصحراء، خلفا للأمريكي كريستوفر روس الذي أنهي مهمته 30 نيسان (إبريل) الماضي، لإحداث “اختراقات” في النزاع المستمر منذ أكثر من 40 عاما.
يذكر أن مجلس الأمن كان قد مدد وفق القرار رقم 2351 مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو” إلى غاية 30 نيسان (إبريل) المقبل، ودعا الأطراف إلى مواصلة مسلسل الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات، والتحلي بالواقعية وروح التوافق.
ويعود الخلاف حول إقليم الصحراء إلى العام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار أشرفت عليه الأمم المتحدة.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام “الجمهورية العربية الصحراوية” في 27 شباط (فبراير) 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوًا بالأمم المتحدة.
وبينما تؤكد الرباط مغربية إقليم الصحراء، وتقترح كحل للنزاع حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، يكون الحكم الذاتي خيار منه، وهو طرح تدعمه الجزائر.