قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن قرار السلطة الفلسطينية تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على حركة “حماس”، يرتبط بشكل مباشر بالجولة التي أجراها وفد أمريكي في المنطقة الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة العبرية في عددها الصادر اليوم الإثنين، عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، قوله “إن رئيس السلطة محمود عباس يسعى لتحقيق مصالحة داخلية خلال الفترة التي ستعمل فيها الإدارة الأمريكية على بلورة خطة سياسية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل”.
وبرر المسؤول الفلسطيني إقدام السلطة على تخفيف الإجراءات العقابية المفروضة على “حماس” برغبتها في خلق حالة من الهدوء في صفوف الحركة والشارع الفلسطيني قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
وصرّح المصدر ذاته بالقول “إن الوفد الأمريكي طلب من عباس خلال الاجتماع به في رام الله، تجميد أي خطوات دبلوماسية فلسطينية ضد إسرائيل لعدة أشهر كي تعد واشنطن خطة سياسية منظمة؛ لاستئناف المفاوضات”.
وجاء من ديوان رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، أنه بأمر من الرئيس عباس تقرر عدم إخراج حوالي 6000 موظف من موظفي السلطة في جهازي “الصحة” و”التربية والتعليم” في القطاع إلى التقاعد المبكر.
وأوضح أن عباس أمر بتخفيف الخطوات العقابية ضد حماس كجزء من جهود استئناف عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية.
وبيّنت المصادر الفلسطينية، أنه في حال موافقة “حماس” مبدئيًا على تفكيك اللجنة الإدارية التي شكلتها في غزة، ومن ثم البدء بتفكيكها ونقل صلاحيات سلطوية لحكومة التوافق الوطني، فإن عباس سيخفف المزيد من العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي.
من جانبه، نفى مسؤول في البيت الأبيض الادعاء الذي نشرته “يسرائيل هيوم”، ومفاده بأن كوشنير أطلع عباس على سعي الولايات المتحدة لعرض خطة لاستئناف المحادثات السلمية بعد أربعة أشهر.
وأضاف المسؤول الفلسطيني “صحيح أننا نشعر بالتشاؤم والخيبة من موقف الإدارة الأمريكية، لكن ليست لدينا بدائل سياسية أخرى”.
وقال “إن كوشنير أوضح بأن البناء في المستوطنات لن يتوقف، لأن ذلك سيسقط حكومة نتنياهو، ولقد أزلنا الكثير من المطالب عن الجدول، وإذا نفذ ترمب فعلًا الالتزامات التي نقلها كوشنير للرئيس عباس، فسيكون هذا بمثابة خطوة كبيرة لإعادة بناء الثقة بيننا وبين واشنطن.. لم يعد لدينا ما نخسره”.
وفي السياق ذاته، أوضحت “يسرائيل هيوم” نقلًا عن مسؤول رفيع في ديوان محمود عباس، أن الأخير سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسيطلب مساعدته في المصالحة مع “حماس”، كما يتوقع أن يزور عباس القاهرة ليطلب من القيادة المصرية التأثير على “حماس” وتحقيق الهدوء، الذي يسمح للإدارة الأمريكية بالوقت المطلوب لصياغة الخطة السياسية لاستئناف المفاوضات.