تغيرت حياتهم رأساً على عقب مع وجود مغتصب جديد احتل الأرض والسكن والحياة معها.
في سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى تعيش عائلات مقدسية في الحارة الوسطى العذاب والجحيم من وجود أحياء جديدة للمستوطنين لم تكن موجودة في السابق.
العائلات المقدسية حرمت من الشارع ومن لعب الأطفال في الأحياء خوفاً من دهسهم أو قتلهم أو اعتقالهم، فكل شيء مراقب ومحظور عليهم بقرار من سلطات الاحتلال.
تهم مفبركة
منار الرجبي امرأة مقدسية تسكن الحارة الوسطة في سلوان تتحدث لـ”المجتمع” عن عذاب يومي تواجهه مع عائلات مقدسية من وجود مستوطنين مسلحين تحرسهم سلطات الاحتلال.
تقول الرجبي: نحن نعيش هنا في سلوان قبل أن تحل علينا كارثة المستوطنين، فبعد مجيئهم أصبحنا أسرى داخل بيوتنا، فنحن نخاف على أطفالنا من الخروج خوفاً من نيران مستوطن أو شكوى مزيفة تقودهم إلى الاعتقال والغرامات الباهظة، فبيوتنا صغيرة، ويحرم أطفالنا من اللعب خارجها؛ لأن المستوطنين يفبركون التهم لهم على مزاجهم فتارة يتحججون أنهم يلقون الحجارة عليهم أو ينظرون إليهم نظرات غريبة إو إشارات معينة، ما يؤدي إلى خوف أطفال المستوطنين، فيكون العقاب لنا.
وتضيف: لدي أطفال بأعمار مختلفة، وفي كل مرة يتواجدون داخل الشارع الرئيس وسط الحي يعودون وقد تم الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين، وطفلي الصغير فرض عليه غرامة بقيمة خمسة آلاف شيكل لأن دراجته الهوائية أزعجت مستوطناً يسير في شارع الحي.
وأشارت الرجبي أن ابنها تعرض للضرب من قبل مستوطن وأولاده المسلحين من خلال شج رأسه بمسدسه، حيث يتفاخر هذا المستوطن أنه لا يطلب أي حراسة من الجيش فهو يصول ويجول ويمارس الإرهاب اليومي يومياً ضدنا.
ومن فبركات التهم تقول الرجبي: ابني مهند تم اتهامه بتهديد ابن مستوطن بأنه سيقوم بطعن أمه، وابني لا يتقن العبرية والطفل اليهودي لا يعرف العربية، إلا أن الشرطة “الإسرائيلية” اعتقلته مع والده وحكمت عليه بالحبس المنزلي وغرامة مالية إلى حين المحاكمة، وتم التحقيق معه في غرف رقم 4 في المسكوبية مع ضرب مبرح من قبل المحققين.
ولفتت منار إلى حرمانهم من الجلسات الهادئة مع الجيران أمام المنزل، فدوريات جيش الاحتلال ومركبات المستوطنين تنغص عليهم حياتهم.
أم ناصر المقدسية قالت جملة اختزلت الوضع المأساوي في اتصال معها: لا يوجد أمن ولا أمان لنا مع هؤلاء المتطرفين، وأحفادي أخاف عليهم على مدار الساعة والخوف يلبسهم من المستوطنين وأصبحت أعاني من حالة نفسية، حتى إن سيارة الإسعاف ممنوع أن تصل إلينا.
ماكينة أمنية
الناشط المقدسي فخري أبو ذياب من أهالي سلوان وعضو لجنة الدفاع عن المقدسات وحمايتها قال لـ”المجتمع”: سلوان تحولت إلى رهينة بيد حفنة من المستوطنين تحرسهم ماكينة أمنية ضخمة تنغص على أهالي البلدة التي يصل تعداد سكانها ما يزيد على الستين ألف مواطن، فالكاميرات الأمنية ودوريات الاحتلال وسلاح المستوطنين كلها مجتمعة تجعل من عائلات الحارة الوسطى في سلوان رهائن بيد المستوطنين مع أولادهم وأحفادهم.
وأضاف: تفاصيل حياة العائلات المقدسية في سلوان مرعبة، فبعض العائلات تمنع أقاربها من أولاد وبنات من خارج سلوان من الحضور إليها خوفاً من عقاب متوقع من قبل المستوطنين ودوريات الاحتلال، فالبؤر الاستيطانية لا تستولي على الأرض والمنازل بل هي عامل توتير لكل المنطقة التي تجاورها.
وختم أبو ذياب قائلاً: بالرغم من كل هذا العذاب، فإن صور الصمود والتحدي أقوى من إجراءات الاحتلال والمستوطنين.