لم تكن أقسام سجن النقب أكبر مستودع للأسرى في سجون الاحتلال ببعيدة عما يجري في العاصمة المصرية القاهرة من محادثات واجتماعات لإنجاز اتفاق المصالحة، فسجن النقب الصحراوي لا يبعد سوى بضع كيلومترات عن الحدود المصرية.
قطاع مهم
الحركة الأسيرة من القطاعات المهمة في دعم وتأييد أي حوارات داخلية، ودائماً رأي السجون له اعتبار عند كل الفصائل الفلسطينية، ووثيقة الأسرى التي كانت عام 2006م للخروج من مأزق الخلاف السياسي دليل قوة وتأثير الأسرى في كافة القضايا الملحة.
“المجتمع” استطلعت بعض آراء الأسرى في سجن النقب الصحراوي حول اتفاق المصالحة، والآفاق التي ستفتح من خلاله في اتصالات رغم العقبات المعيقة.
الموضوع الرئيس
الأسير عماد قال في اتصال مع “المجتمع”: موضوع المصالحة الأخير كان بالنسبة لنا الموضوع الرئيس في حياتنا الاعتقالية في الأيام القليلة الماضية، وكل جلساتنا التنظيمية أو العادية طغى عليها هذا الاتفاق والحوارات التي جرت، وتمكنا بوسائل خاصة التأكد من مصادر مقربة من المتحاورين معرفة بعض الأخبار، فكل فصيل حاول أن يعرف تفاصيل ما يجري من فصيله، وكانت الأخبار مبشرة ما انعكس على نفسياتنا ومشاعرنا، ونسينا كل الألم والمعاناة في سبيل تحقيق اللحمة والوحدة.
متابعة الأخبار
الأسير عادل المحكوم (3 سنوات) قال عن اتفاق المصالحة: نحن في سجن النقب نعتبر اتفاق المصالحة من الروافع المهمة لقضيتنا كأسرى ولقضية فلسطين كلها، فالمصالحة تعني أن تكون قيادة الشعب الفلسطيني موحدة في كل خطواتها ومسارها السياسي في تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والأسرى منذ اللحظات الأولى وهم يتابعون الأخبار الواردة عبر وسائل الإعلام، فهم من أكثر الناس متابعة لاتفاق المصالحة، فهذا الاتفاق سينعكس إيجاباً علينا، فمصلحة السجون تخشى دائماً الاتفاق الفلسطيني في الخارج، لأنه سيكون سنداً لكل الحركة الأسيرة بكافة أطيافها.
فرح وسعادة
أما الأسير عزات قال: نحن الأسرى مثل الباروميتر نقيس الأمور بدقة عالية، فعندما سمعنا بعقد اتفاق المصالحة ارتفع منسوب التفاؤل عندنا والسعادة بدت على نفسياتنا التي عكر صفوها المناكفات السياسية والمعارك الجانبية، وإننا من داخل الأسر نبارك للإخوة في حركتي “حماس” و”فتح” هذا الاتفاق التاريخي، والإرادة القوية لتجاوز كل نقاط الخلاف والاتفاق على إزالة كل الخلافات، وسيكون لهذا الاتفاق الوقع الإيجابي علينا كأسرى في سجون الاحتلال.
اتفاق مهم
بدوه، قال الأسير أشرف من اللجنة الثقافية في سجن النقب الصحراوي: هذا الاتفاق مهم في ظل تغول وتنكر مصلحة السجون بحق الأسرى، ومهم لما يجري في القدس من تهويد وفي الضفة من استيطان وحصار غزة، فعلى جميع الأصعدة سيكون هناك حلحلة في عدة قضايا حساسة، والأسرى دائماً ينعكس عليهم وضع الشعب الفلسطيني في الخارج، فهم جزء مهم من هذا الشعب، ويقدمون التضحيات باستمرار ويجب أن يكون هناك استثمار لهذه التضحيات الجسام التي يقدمها الأسرى، وفي حالة الانقسام تضيع هذه التضحيات بدون فائدة تذكر.
قلق من المماطلة
أما الأسير رياض في الاعتقال الإداري قال: اتفاق المصالحة إنجاز ويبقى التطبيق، وألا تكون هناك ألغام في الملفات تعمل على انهيار الاتفاق مبكراً، وهذا يعتمد على مدى قوة الإرادة لدى الأطراف الموقعة على الاتفاق، ومن العبث أن يفشل اتفاق المصالحة هذه المرة، لأن نتائجه الكارثية سيكتوي بنارها الجميع دون استثناء، وسيكون الاحتلال الرابح الوحيد في تعثر تطبيق بنود المصالحة، لذا فنحن في الحركة الأسيرة نبرق لطرفي الاتفاق “فتح” و”حماس”، بتجاوز كل العقبات والعوائق والاتفاق على عدم الفشل مهما كانت الخلافات والتفاصيل الشائكة في الملفات المطروحة، فالاتفاق يحتاج إلى وقت لتنفيذه لتراكم القضايا طوال الفترة القادمة.